من واجبي أن أُلعبَ لكم حواجبي!!

اعجبنى هذا المقال فى جريدة الجمهوريه عدد 4/8/2010 فهو بحق يمثل حقيقه وواقع فى مجتمعنا المصرى

من واجبي أن أُلعبَ لكم حواجبي!!

***************

الحسنة تخص والسيئة تعم.. والحسنة في أمة العرب لا يجزي من جاء بها إلا بمثلها وقد لا يجزي مثلها أو حتي بنصفها.. والسيئة بعشرة أمثالها حتي مائة ضعف.. ونحن ندفع دائماً بالتي هي أسوأ.. والقوانين والتشريعات عندنا "علي قفا من يشيل".. حتي إن لكل عربي عشرة قوانين.. ودخل العربي من التشريعات عشرة أضعاف دخله من الفلوس.. والقوانين عندنا رائعة ولكنها غير رادعة.. لأن العوار في التطبيق وليس في النص.. وعندنا ملايين الأحكام القضائية العادلة والعاجلة.. ولكن "ابقي قابلني لو اتنفذت".. إصدار الأحكام شيء وتنفيذها شيء آخر.. وهناك مئات لديهم أحكام نافذة ونهائية يشهرون أوراقها في وجه خصومهم ولكنهم في النهاية "يبلونها".. ويموتون قبل أن "يشربوا ميتها... ويبقي الوضع علي ما هو عليه.. مبدأ راسخ في السياسة والاقتصاد والإعلام وكل مجالات الأمة.. وعلي المتضرر أن "يخبط رأسه في الحيط".. ولم يعد هناك متضررون لأن الإنسان العربي حيوان يعتاد كل شيء.. ويتوقع الأسوأ دائماً لذلك لم يعد يندهش أو يفاجأ أو يثور.. فالذاهب إلي مصلحة حكومية لقضاء حاجة في مكاتبها أو حماماتها يعلم مسبقاً أنها غير مقضية وأنه سيخرج من المصلحة بعد أن لف فيها "كعب داير" محصوراً ملوماً محسوراً مكسور الوجدان "وقد قال لي أحد الموظفين إن الجمهور غبي جداً.. وأن القادم لقضاء مصلحة يسأل أسئلة كثيرة بلهاء وغبية من عينة: "مافيش فرصة أن الطلب يخلص النهارده؟".. فأقول له: "مافيش".. فيقول: "مافيش خالص يعني؟!".. فأقول: "خالص".. فيقول: "طب حاول علشان خاطري الله يخليك".
قلت له: ليس الجمهور هو الغبي.. ولكنها الثقة المفقودة.. العميل قادم إليك وهو يعلم أن الثغرات في القوانين واللوائح أضعاف المواد.. وأنه لا توجد كلمة واحدة ونهائية.. لذلك يلف ويدور ويكثر من الأسئلة لعله يعثر علي ثغرة.. لعله يعثر علي مفتاح شخصية الموظف الذي أمامه.. لعله يجد درجاً مفتوحاً يرمي فيه مبلغاً ينهي المشكلة قبل الموعد بأسبوع أو حتي بشهر.. ولأن الناس فقراء ومطحونون فإنهم يكثرون من الأسئلة ويبالغون في نفاق الموظفين.. ويكثرون من الثرثرة.. الأغنياء أقل كلاماً من الفقراء لأن فلوسهم تتحدث نيابة عنهم.. الغني ليس مضطراً للثرثرة والحوار وبلاغة القول ليقنعك.. فالفلوس أقوي حجة وأكثر بلاغة.. والفقير يدوخ "السبع دوخات" ليحصل علي حقه وغالباً لا يحصل عليه.. والغني يدفع ليحصل علي حق غيره.. والموظف ليس سيئاً ولا روتينياً ولكنه "خواف".. وكلما صغر حجم الموظف بالغ في تعطيل المصالح لأنه يحمي نفسه.. لأن الكبار يسرقون والصغار "يشيلون الليلة".. ونحن نطبق ما أهلك الأمم من قبلنا وهو أنه إذا سرق فيهم الشريف الكبير أعفوه.. وإذا سرق فيهم الضعيف الفقير أقاموا عليه الحد.. بل الأدهي أن الغني يسرق ويقام الحد علي الفقير.. بل إن الفقير يتطوع الآن ليشيل القضية بدلاً من الغني.. "وشيل القضايا" أصبح مهنة شأنها شأن مهنة شهادة الزور.. وبحسبة بسيطة فإن خمس أو حتي سبع سنوات في السجن تدر علي من "يشيل" القضية أضعاف ما تدره عشر سنوات في الخليج. "واكل شارب.. نائم.. راكب ببلاش".. مع التكفل بأسرته.. فالأمر لم يعد فقط تطبيق الحد علي السارق الفقير وإعفاء السارق الغني.. بل تجاوزه إلي تطبيق الحد علي الفقير البريء من أجل إعفاء السارق الغني.
ودخول السجون لم يعد عاراً ولم يعد أمراً مخزياً.. ولم يعد أبناء السجين الحرامي والفاسد ينقطعون عن الدراسة كما تقول أفلام زمان لأن زملاءهم يقولون لهم "يا أولاد الحرامي".. الخريطة الاجتماعية والقيمية تغيرت "وتشقلبت".. فما كان سهلاً صار حزناً وصحراء.. وما كان تلاً صار مختلاً.. وما كان يجلب العار صار يدعو إلي الفخر والزهو.. ودائرة البجاحة والعيون التي "تندب فيها رصاصة" اتسعت.. وليس بعد الكفر ذنب وليس تحت القاع قاع.. وليس بعد الهاوية سقوط.. وليس هناك أطول من لسان القواد والساقطة.. والحياء الذي نخشي خدشه انكسر وتحطم ومات.. والحياء لا يضره ولا يؤلمه خدشه بعد ذبحه.. والسباق الآن ليس علي الحياء ولكن علي قلة الحياء.. فمن قل حياؤه كثر ماله وزادت شهرته.. ومن كثر حياؤه افتقر وانزوي وصار علي الهامش.. والناس يتمايزون بالسفالة والعزة بالإثم ولا يتمايزون بالاستقامة والصلاح والترفع عن الدنايا.. كلما سقط المرء في أمتنا ارتفع.. وكلما ارتفع وقع.. كلما فسد حصد.. وكلما صلح "صلع".
****
وعندنا يكرم المرء اتقاء لشره لا طلباً لخيره.. وقد قيل: إذا أكرم المرء اتقاء لشره فانتظروا البلاء.. لذلك شاعت البلطجة لأن البلطجي في أي مجال يحظي بالاحترام.. فنحن نشتري لسان البلطجي ونشتري قلمه ونشتري يده الباطشة.. فالبلطجة مهنة مربحة.. ولا يوجد مجال إلا ويسوده ويحكمه البلطجية ويسيطرون علي مقاليد الأمور فيه.. فالبلطجية سادة وقادة الإعلام والصحافة والسياسة.. والبلطجية مرشدون ومخبرون وأصدقاء للشرطة في أمتنا العربية.. والبلطجية نواب برلمان.. وأكثر الأماكن أماناً لاختباء المجرمين واللصوص والفسدة هي أقسام البوليس والبرلمانات والمؤسسات الصحفية والإعلامية.. وهناك وحدة اندماجية وامتزاج ومعاهدات عدم اعتداء بين العسكر والحرامية.. وكثيراً ما تكون هناك اتفاقيات لتبادل الأدوار.. فالعسكري يلعب دور الحرامي والحرامي يلعب دور العسكري.. ولقب مسجل خطر أصبح مدعاة للفخر لدي أصحابه.. أصبح شهادة تدعو لاحترام من يحمله.. والمسجلون يشيعون بين الناس أنهم مسجلون ليحظوا بالتقدير والاحترام.. وهناك غير مسجلين يشيعون كذباً أنهم مسجلون لينالوا الاحترام.. وهناك آلاف الخطرين غير المسجلين.. وهناك آلاف المسجلين غير خطرين.. والأمن في أمتنا مثل الطب.. أي أن هناك تقدماً مذهلاً في وسائل التشخيص والضبط.. لكن هناك تخلفاً في العلاج.. والجريمة أصبحت أقوي من وسائل ضبطها.. تماماً مثل المرض الذي صار أقوي من طرق علاجه.. والأحكام صارت حبراً علي ورق وأضعف من القدرة علي تنفيذها.. ومن أدلة الخيبة الأمنية توسيع دائرة الاشتباه.. فنحن نطلق المشبوهين في الشوارع والطرقات لنلمهم عند وقوع أي جريمة.. ومرتكبو الجرائم عادة ليسوا من المشبوهين والمسجلين.. وكل منا معرض في أي لحظة إلي أن يكون مجرماً أو ضحية نتيجة شيوع أخذ الحق "بالدراع".. ونتيجة الثقافة السائدة بأن الضعفاء فقط هم الذين يذهبون إلي قسم الشرطة أو يقيمون الدعاوي أمام المحاكم.. "فالأكتع" فقط هو الذي يلجأ إلي الشرطة أو القضاء.. وإذا صدر له حكم فإنه عاجز عن تنفيذه.. والأقوياء هم الذين يتحدون القانون ويخالفون القواعد ويكسرون إشارات المرور.. والضعفاء هم الذين يلتزمون بالقوانين والقواعد والإشارات. "أنت موش عارف بتكلم مين؟".. "أنا حعرفك أنا مين".
وزمان أيام المماليك شاع مبدأ "اضرب المربوط يخاف السائب".. والمماليك هم الذين اخترعوا الطريقة السائدة حتي الآن وهي القبض علي الأم والأب أو الزوجة حتي يسلم المطلوب نفسه.. ومن هنا شاع شعار "اضرب المربوط يخاف السائب".. لكن هذا الأسلوب كان يجدي أيام المماليك عندما كانت العلاقات الأسرية قوية وكان المرء حتي لو كان عتيداً في الإجرام والفساد يخاف علي عرضه وحريمه من "البهدلة" فيسلم نفسه.. أما اليوم فإن السائب لا يخاف حتي لو ذبحنا المربوط وعلقنا جثته في ميدان عام.
السائب لا يخاف من ضرب المربوط حتي إذا كان المربوط أمه أو زوجته أو أباه.. السائب سائب بقوته ونفوذه وفلوسه.. والمربوط الذي يتعرض للضرب ليخاف السائب هو الفقير الضعيف.. فنحن نفرض الضرائب علي الموظفين والفقراء ليرتدع الأغنياء والحيتان ويدفعوا ولكنهم لا يدفعون ولا يرتدعون بل يضحكون علي خيبة المربوط.. فنحن الآن نضرب المربوط ليتسلي السائب ويضحك.. نضرب المربوط ليأمن السائب.. ونحن نلاحق المدينين الفقراء لبنك التنمية والائتمان الزراعي ونزج بهم في السجون ونداهم بيوتهم في الفجر لعل السائبين الهاربين بأموال البنوك يرتدعون ويخافون ولكنهم يضحكون ويتسلون ويشعرون بالأمان ويعودون بشروطهم.. نحن لا نلاحق إلا من يسرق "الفرخة" ويعشق القرد.. لكن الذي يسرق جملاً ويعشق قمراً يضمن أنه في مأمن ولن يلاحقه أحد. "إن سرقت اسرق جمل وإن عشقت اعشق قمر".
ولم أستطع تبين الاسم الأول لصديقي الفلسطيني وهل هو "كومس غازي أم قمص غازي".. المهم أنه يتساءل عن ذنب الفلسطينيين الذين يتعرضون للتنكيل في كل الدول العربية ويتم تشتيت شملهم وتفريق جمعهم.. والأمر ليس في حاجة إلي سؤال فالذنب الأكبر أنهم فلسطينيون والنقيصة الكبري أنهم عرب.. العرب أكلوا قضية فلسطين لحماً ورموها عظماً.. واسم أو صفة الفلسطيني صارت مقترنة بتهمة الإرهاب.. الفلسطيني في كل الدول العربية من المحيط إلي الخليج مسجل خطر في زمن الخيار الاستراتيجي.. هناك توسيع لدائرة الاشتباه بالنسبة للفلسطينيين.. والفلسطيني إذا كان من مناطق السلطة الفلسطينية فهو مشبوه وموصوم بالإرهاب.. وإذا كان من عرب 1948 فهو إسرائيلي عميل.. هو "جربة" ولا يحق تزويجه أو الارتباط ببناته.. الفلسطيني الآن واحد من اثنين.. فهو إما إرهابي.. وإما إسرائيلي صهيوني.
****
توسيع دائرة الاشتباه هي القاعدة الآمرة والحاكمة في كل المجالات بالأمة العربية.. وهذه القاعدة يا أصدقائي عماد سعيد حزين وهشام غلاب المدرس المصري بالسعودية والمهندس عبدالرازق المقيم في قطر هي المسئولة عن انتشار التوجس والفكر التآمري وأخذ العاطل بالباطل.. وهي المسئولة عن انتشار الشائعات وعن علو كعب الأذي وتدني وتراجع ثقافة المكافأة.. ولن تجد أي صعوبة ولن تحتاج إلي ذكاء لتقنع مسئولاً أو رئيساً أو مديراً بأن فلاناً يتآمر عليه أو يذمه أو يحفر له ليوقع به.. سيقتنع فوراً ويصدر قرارات العقاب.. لكنك تحتاج إلي صبر أيوب وكياسة وعبقرية إياس والأحنف لتقنع نفس المسئول بأن فلاناً يحبه ويخلص له ويؤدي عمله باقتدار.. وستفشل.. نحن مضبوطون علي العقاب والأذي.. ولسنا مضبوطين علي الثواب والمكافأة.. نحن نري القوة في الشر والذكاء في التوجس والشك وافتراض المؤامرة.. ونري الضعف في الخير والغباء والبلاهة في الثقة بالآخرين وافتراض حسن نواياهم.
وكل هذا الذي قلته وأقوله وسوف أقوله إن كانت لدي أقوال أخري ينسحب بحذافيره علي كل الدول العربية من محيطها المحبط.. إلي نيلها النيلة.. إلي خليجها الخليع.. وأجدني مع قول الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب: "أولاد..... لا أستثني منكم أحدا".. لذلك لست مع صديقي عبدالرازق في شهادته المجروحة ضد دولة.. أو مع دولة أخري.. إنها صفائح زبالة "مرصصة" من المحيط إلي الخليج وليس من العقل أن يقول قائل: زبالتنا أحسن من زبالتكم.. كل ما في الصفائح زبالة.. في هذه الصفيحة "لحمة".. وفي تلك "زجاجة عطر".. وفي ثالثة "قميص نوم أو فستان".. لكنها جميعاً زبالة.. كلها فضلات وبقايا وقمامة "وكشرة" علي رأي اخواننا في الخليج.
ليس من الصواب أن نتعارك علي فرز الزبالة واختيار أفضل صفيحة قمامة.. لست من هواة إقامة مهرجان للزبالة وإعطاء جائزة لأفضل صفيحة "كشرة".. في كل الدول العربية نفس الكوارث ونفس المآسي.. نفس العزة بالإثم.. نفس التخلف والفكر التآمري وتوسيع دائرة الاشتباه وبيع القضايا وزرع وأكل ولبس الخيار الاستراتيجي.. نفس العزة بالإثم والإصرار علي الجهل والكبائر.. وما يفعله الأفراد تفعله الدول.. الدول الفقيرة قطهاً جمل وغلطتها بفورة.. ودمها مهدر وأخطاؤها محسوبة ومرصودة.. وهي التي تشيل القضية وتشيل الليلة.. والدول الغنية تستر عوراتها وتروج مواقفها وتفرض رؤيتها وتداري خيبتها.. كل ذلك بفلوسها.. الدول الغنية تشتري بفلوسها مداحين وراقصين ومطبلاتية.. كما تشتري قداحين ورداحين وهجائين للدول الفقيرة بفلوسها أيضا.
وليس من المتوقع أن يأكل امرؤ خيري ويمدح غيري.. ليس من المتوقع أن يري امرؤ عورات دولة يأكل فيها بقلاوة.. "وقالوا لجحا فين بلدك؟ قال: اللي فيها مراتي.. وفي رواية أدق.. اللي فيها أكل عيشي".. وقد "لفينا ودرنا" في معظم صفائح الزبالة العربية فلم نر فرقاً.. نفس الرائحة.. نفس القرف.. نفس الغباء.. هناك وحدة عربية في الشر والتدني والدونية "والدناوة والطفاسة".. والهرولة نحو أحضان إسرائيل.. هناك وحدة عربية في فقر الفكر.. رغم التفاوت في غني الجيوب وتكدس أرصدة البنوك.. هناك وحدة عربية في الفساد والتدين الزائف القشري.. العرب في الصف الأول وهم يصلون.. العرب في الصف الأول وهم يزنون.. صديقي الفلسطيني غازي لم يستثن أي دولة عربية وهو يتحدث عن سوء معاملة الفلسطينيين كأنهم وباء أو "جربة".. "واللي إيده في الميه موش زي اللي إيده في النار".
لا تصدق ما تري علي السطح.. لا تتصور أن مجرد راحتك واسترخائك واستمتاعك في بلد ما يعطيك حق المقارنة بينه وبين بلد آخر لم تجد فيه راحتك.. ليس صادقاً من يجعل نفسه مركز الدائرة.. فإذا انتفخ جيبه في مكان فهو المدينة الفاضلة.. وإذا ضمر جيبه في مكان فهو مدينة الأشباح.. ليكن هذا رأيك وأنت فيه حر.. ولكنه ليس بالضرورة رأيا صادقاً ولا موضوعياً ولا منزهاً عن الهوي.
****
لو كانت منطلقاتي شخصية في كل مذاهبي وآرائي ما رأيت في الأمة والحياة إلا "اللون البمبي" فلست أعاني أي مشاكل خاصة والحكاية كلها زي الفل.. وكل صفائح الزبالة العربية التي عشت فيها لقيت فيها ما يسر ويرضي.. وحظيت فيها بما لم يحظ به غير قلة.. لكن الأمر ليس ما يخصني.. الأمر متعلق بأمة أراها تهوي بسرعة الضوء.. أراها تفقد هويتها وتتخبط تخبط "عشواء الليل" علي رأي الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان.. أراها تسلم كل مفاتيحها لزناة ولصوص الليل.. أراها تستمع إلي صراخ القدس تحت مغتصبيها لكنها تطلب من القدس أن تسكت صوناً للعرض.. تطلب من القدس أن تكتم صرخاتها منعاً للفضيحة.. ومن العقل عندنا أن تتعرض المقدسات للاغتصاب بهدوء وبلا صراخ حتي نتجنب الفضيحة.. الفضيحة عند العرب أن نصرخ.. لا أن نغتصب.. الفضيحة أن نبكي لا أن نضرب علي قفانا.. الفضيحة عند العرب أن نتأفف لا أن تكون الرائحة كريهة.. من الصلابة أن نقبل المرفوض.. ومن اللياقة البدنية أن نجري إلي الخلف.. لذلك رأيت من واجبي أن أُلَعِب لكم حواجبي!!!
نظرة
مرحباً وأهلا وسهلاً بالترشيد.. تصفيق حاد ومتواصل لمدة ساعتين لترشيد الإنارة في الشوارع والطرقات والحارات والبيوت والمقابر وترشيد استهلاك المياه في الصنابير والدورات.. وترشيد استهلاك الطعام والشراب وترشيد الإنجاب.. لكن أمراً مهماً يحتاج إلي منتهي الترشيد وهو تصريحات الوزراء والمسئولين.. هناك اسهال تصريحات من نوعية أن أسعار اللحوم والأسماك عندنا هي الأرخص في العالم بدليل أن لدينا فائضاً من أسماك القرش.. وأن الذهب عندنا هو الأرخص في العالم لأن الوقت يتم توزيعه مجاناً رغم أنه من ذهب.. وإذا كانت تسريحات النساء قد تخلت عن موضة "ديل الحصان".. فإن تصريحات الوزراء والمسئولين مازالت متمسكة منذ الخمسينيات بموضة "ديل الكلب"!!!

وكتب هذا المقال الاستاذ / محمد ابو كريشه واتوجه اليه بالشكر على هذه الصراحه والجرأه فى كتابته لهذا المقال.