[size=18]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا آسف أني هتسبب في مضايقتكم بعض الشيء من خلال موضوعي
ولكني مستغرب أيه الي هيخليك تضايق إلا لو أنك غير راضي عن قضاء الله ولا تمتسل لأمره وتنتهج ما أمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم
في البداية علشان ما حدش يفتكر أني شيخ ولا داعية هبط عليكم من ارض تانية
فأنا كنت ممن تشملهم الصفات التي سوف تقرأونها في هذا الموضوع إن كنتم سوف تقرأون
واذكر كنت ... كنت
بكل صدق وصراحة وبساطة إليكم حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة أو الشاب والفتاة
من خلال تعارف محرم في بدايته ونهايته
أولاً: العلاقة الغير بريئة :
وهى العلاقة التي تتصف بعدم وجود موانع وعوائق لرغبات كلا الطرفين وقد تكون بدايتها بريئة كالصداقة والزمالة وتنتهي يهما إلى الفاحشة أو في أفضل الحالات الزواج العرفي فهذه العلاقة ليست محل نقاشنا لان أهل العقل فضلاً عن أهل الدين يجمعون على حرمة هذه العلاقة ودناءة أهلها ونسأل الله الهداية للجميع.
ثانياً: العلاقة البريئة:
وهى محل النقاش وتكون بين رجل وامرأة أو فتى وفتاة ولكنها يحدها حدود ويفترض إنها لا تتطور ويشملها الأدب العام والعرف ويصل الأمر إلى المصارحات والصدق والألفة والثقة بين الطرفين ولا بأس بمعرفة الأهل بهذه العلاقة إلى حد ما وقد تتعدى الصداقة إلى الأخوية وكلا الطرفين يحرص على مصلحة الأخر وذلك دون الوصول إلى ما حرمه الله وقد يكون احد الطرفين متزوج ولكن لا بأس فإنها علاقة بريئة ويكون الحديث فيها في الأمور الحياتية العادية أو المشاكل الشخصية العادية ومناقشتها ومن اكبر مميزات هذه العلاقة إن المجتمع يرعاها ويعترف بها والخلاصة إن أصحاب هذه العلاقة على قناعة بصحتها وبراءتها من الفحش وإنها علاقة طبيعية مادامت لا تصل إلى ما حرمه الله ومادامت هذه العلاقة في العلن!!!
ولحل هذه الأشكال نوضح لب وأساس هذه العلاقة بكل صراحة من زاويتين: أولاً: الواقعية. ثانياً: الشرعية. أولاً: من الناحية الواقعية والعملية:
1. إن المصارحة والصدق والثقة في هذه العلاقة كالسم في العسل إذ إن هذا الصدق ماهو إلا قناع لعملية تمثيلية يصور كل واحد نفسه في أحسن صورة ويزين مظهره ويتزين في كلامه ولا يقبل إن يتعرف الطرف الآخر على عيوبه فهلاً ذكر عيباً من نفسه حتى يكون صريحاً ولو حدث فانه يمدح نفسه في صورة الذم كأن يقول أو تقول اكبر عيب عندي إني صريح ، وإني أعيب على نفسي قول الحق بدون مجاملة فأين الصدق والصراحة؟
بل على العكس أوضح ما في هذه العلاقة الكذب والمخادعة سواء على نفسه أو على الآخر ،، ومن أوضح ما يبين مسألة التظاهر الكاذب طرح كلا الطرفين في بعض الأحيان موضوعات تبدو هامة ، كأن تكون قضية سياسية أو نفسية أو دينية ويتنافس كلا الطرفين بإبداء رأيه في هذه القضية ووجهة نظره لا لشئ إلا ليظهر أنه على دراية وإلمام بشتى لعلوم والثقافات ، وهذا أمر واضح جداً.
2. هذه العلاقة يفترض إنها لا تتعدى الصداقة والزمالة البريئة ولكن ما يدرى كلا الطرفين إن الآخر طور أو يطور هذه العلاقة ولو من طرف واحد؟
3. يجد الرجل في هذه العلاقة الراحة والتسلية إذ انه ينشرح صدره وينسى همومه ويأنس بهذه المحادثات والمناقشات هو لا يبحث عن حل أو يريد إن يحقق غرض وإنما يريد إن يفرغ همه وهذا حاصل في هذه العلاقة فليس مهماً إن تكون الفتاة جميلة المنظر وإنما هي كفتاة تحمل مراده وتحقق غايته من تسلية النفس وانشراح الصدر أثناء المجالسة سواء عياناً أو هاتفياً وهذا الإنس مركب في طبع الرجل تجاه المرأة لا ينكره عاقل ويقابل ذلك عند المرأة زيادة على هذا تحقيق الشعور بالذات والأهمية وزيادة الثقة بالنفس نتيجة لطلب الفتى أو الرجل إياها وكما ذكرنا انه لا يتورع عن تظاهر ومخادعة وتمثيل فهي تحكمه بدلالها وهو يحكمها بدهائه.
4. وإذا كانت هذه العلاقة لا تدعو إلى الفاحشة فهذا ليس دليلاً على صحتها وشرعيتها فقد كان أهل الجاهلية قبل الإسلام يقولون ( الحب يطيب بالنظر ويفسد بالغمز ) وكانوا لا يرون بالمحادثة والنظر للأجنبيات بأساً مادام في حدود العفاف وهذا كان من دين الجاهلية وهو مخالف للشرع والعقل فإن فيه تعريضاً للطبع لما هو مجبول على الميل إليه ، والطبع يسرق ويغلب.
والمقصود إن أصحاب هذه العلاقة رأوا عدم العفاف يفسد هذه العلاقة فغاروا عليها مما يفسدها فهم لم يبتعدوا عن الفاحشة تديناً!
5. ومنذ متى واعتراف المجتمع يعد معياراً فهل اعترافه بعلانية بيع الخمور يبيح الخمر؟
إن معيار المجتمع معيار ناقص وكذلك معيار كثرة المترددين على الأمر لا يعد دليلاً على صحته. فيقول الله تعالى ( قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون)
6. ومن أوضح ما يلاحظ في هذه العلاقة أن كلا الطرفين يرى الآخر في أحسن صورة حتى لو كان عكس ذلك بمعنى أنه قد يكون الشاب أو الرجل تافه وسمج وغير متزن والفتاة التي معه قد لا تقبله زوجاً ولكن مع ذلك فهي تراه في صورة محببة إلى نفسه بدليل استمرار هذه العلاقة بينهما وكذلك الفتاة أو المرأة قد تكون لها من التفاهة نصيب كبير و أفكارها ساذجة وليس لها همة في عمل شئ مفيد ومواضيعها المطروحة تنم عن فراغ في العقل ، بل زد على ذلك أنها قد تكون غير جميلة وأيضاً لا يقبلها الشاب زوجة ، ومع كل هذا يشعر تجاهها بارتياح وقبول وقد يتفقدها ويسأل عنها إذا غابت بل قد يغار عليها .. إذاً ما سر هذا الترابط واستمرار هذه العلاقة على الرغم من علم كلا الطرفين بنقائص الآخر ؟؟؟
وجواب هذا : أنه من تزيين الشيطان إذ يزين كل طرف للآخر ، فإذا رأى أحدهما من الآخر عيباً أو نقصاً يستحسنه ويقبله ، والدليل على ذلك أن صاحب هذه العلاقة لا يقيمها مع أخته أو زوجته إن كان متزوجاً ، بل قد تكون أخته أكثر اتزاناً وعقلاً من التي يبني معها هذه العلاقة ، بل إنه لا يقبل من أخته ما يقبله منها ، وكذلك الفتاة صاحبة هذه العلاقة قد يكون لها أخٌ شقيق هو أفضل من هذا الذي تبني معه هذه العلاقة ، ولكن مع هذا فهو لا يغنيها عن هذا الشاب أو الرجل ، فهكذا يتضح جلياً مدى تزيين الشيطان ، ويكثر في القرآن الكريم قوله تعالى ( وزَيَّن لهم الشيطان أعمالهم) ... والمقصود أنه لا يدعو إلى الشئ ويسميه باسمه أو بصفته بل يبسط الصعب ويهون العظيم ، حتى إذا دعا إلى الفاحشة يقول هذا أمر طبيعي وعادي ، إن فلان وفلان يفعلونه ، إن كثيراً من الناس يقومون به ، إنه ليس بالأمر الكبير ، قد يكون خطأ ولكنه ليس جريمة.......وهكذا ولا ينتبه إلى هذا إلا من أنار الله له قلبه بالإيمان به ، والوقوف على أوامره ونواهيه.
ثانياً : من ناحية الشرع والدين:
1. انه من المعلوم يقيناً إن أصحاب هذه العلاقة يتبادلان النظر ولو بعفوية أو حسن نية أليس كذلك؟ يقول الله تعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون (30) وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) وهذا أمر من الله يقتضى الوجوب للمؤمنين والمؤمنات بغض البصر وهنا ليس لحسن النية أو سوء النية محل وإنما استثنى نظرة الفجأة فقط فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى ( يا على لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة )
2. يقول صلى الله عليه وسلم ( خير صفوف الرجال أولها وشرها أخرها وخير الصفوف النساء أخرها وشرها أولها ) هذا بشأن الصلاة في المسجد فوصف المتأخرات بالخير لبعدهن عن رؤية الرجال وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم. يا الله .... هذا بشأن المسجد الذي هو مكان العبادة وبحضرة النبي فما بال من تتجرأ وتقول هذا زميلي في الجامعة أو العمل أو تقول إنها علاقة بريئة أو إن نيتها سليمة هل أنت نيتك سليمة ومن أمرهن النبي بتجنب مخالطة الرجال نيتهن سوء؟ أم انه أمر واجب التنفيذ على الفور.
3. قوله صلى الله عليه وسلم ( ما تركت بعدى فتنة هي اضر على الرجال من النساء ) رواه البخاري ومسلم فقد وصف النبي النساء بأنهن فتنة على الرجال فكيف يجلس الفاتن مع المفتون؟
أم كيف تكون هناك صداقة بين الفاتن والمفتون ؟!
4. قوله صلى الله عليه وسلم ( لان يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له ).
فأين الذين يتجرؤون على المصافحة وما شابه من أمر النبي؟
ومن هذا كله يتضح انه لا توجد علاقة بريئة أو صداقة بين الرجل والمرأة أو الفتى والفتاة سواء في الجامعة أو العمل أو اى مكان أما كلمة علاقة بريئة فقد أطلقها كل مخادع لنفسه وغيره على علاقة لا ترضى الله ورسوله وبعيداً عن هذا كله نهمس في إذن من كان مقتنع بهذه العلاقة ونسأله ونسألها إن الوقت والأعمال تسجل أما في ديوان الحسنات أو ديوان السيئات ففي اى الديوانين يسجل الوقت الذي قضيته أو قضيتيه تحت عنوان العلاقة البريئة أفي الحسنات أم السيئات؟
إذاً البدار البدار إلى التوبة والرجوع وعدم الإصرار والمكابرة و التجرؤ على ما نهى الله عنه فإنه من أعظم العقوبات في الدنيا على المعاصي ألا يشعر العاصي بها بل يصر عليها.
وأخيراً لا تنخدعي بمن يدعى إن بناء علاقة بين الرجل والمرأة أو الفتى والفتاة خاصة في الجامعات وغيرها هي الحضارة والمدنية. كذبوا والله بل انه الشر كل الشر ولا ينهانا ربنا إلا عن الشر وما يوصل إليه.
وما لنا وللغرب ليذهب الغرب بنسائه إلى الجحيم إنها مممتهنة في عقر دارها تربح المال من لديها جمال فان ذهب جمالها رموها كما ترمى ليمونة امتص ماؤها لكننا قلدناهم تركنا الحسن وأخذنا القبيح أما كفانا تفكيراً برؤوس غيرنا أما كفانا نظراً بعيون عدونا أما كفانا تقليداً كتقليد القردة ليصنع بنات الغرب ما شئن وما شاء لهن رجالهن فما لنا ولهم وتكوني أنت كما يريد لك الله ربك فليس في الدنيا أكرم منك واطهر ما تمسكت بدينك وحافظت على حجابك وتخلقت بأخلاقك الحسنة . وهذا ما قاله المستشرق شاتليه:
( إذا أردتم أن تغزو الإسلام وتخضدوا شوكته وتقضوا على هذه العقيدة التي قضت على كل العقائد السابقة واللاحقة لها ، والتي كانت السبب الأول والرئيسي لاعتزاز المسلمين بشموخهم وسبب سيادتهم وغزوهم للعالم ، عليكم أن توجهوا جهود هدمكم إلى نفوس الشباب المسلم بإماتة روح الاعتزاز بماضيهم وكتابهم القرآن ، وتحويلهم عن كل ذلك بواسطة نشر ثقافاتكم وتاريخكم ونشر روح الإباحية وتوفير عوامل الهدم المعنوي ، وحتى لو لم نجد إلا المغفلين منهم والسذج والبسطاء لكفانا ذلك لأن الشجرة يجب أن يتسبب لها في القطع أحد أغصانها.
وختاماً نذكرك بآيات طيبة من كلام الله تعالى: ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ) ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )