ظننتك نسيتني يا حزن , في لحظة فرح عابرة افتقدتك ..
افتقدت دمعك وألمك, ظننتك نسيتني كما غبت عني لحظات فرح ,
لكنك باغتني برجوعك مجدداً ...
يا حزن مهلاً , مهلاً يا حزن , ليتك تمنحني فرصة لأحزم بقايا أشلائي الممزقة
واحملها معي إلى عالمك اللامنتهي الحدود , فتبقى أنيسي في ليلي ولحظات وحدتي...
ليتك تمنحني بعض الوقت لأقتات من بقايا فرحتي الذابلة ,
فأسرق ما تبقى منها على حين غفلة من زماني وأخبئه
بين ثنايا أوراق الأحزان و مذكرات الآلام والعذابات ...
ليتك تمهلني قليلاً من اللحظات , علني أعلق بعضاً من دمعاتي
على حائط \ المعذبين والمجروحين \ , فتبقى لي بصمتي بينهم
تذكرهم بهموم أنثى كانت ذات يوم تشاركهم بعض ما عانته قلوبهم ,
لكنها سبقتهم حيث عالماً أكثر ضيقاً إلا من همومها ...
أكثر إحكاماً إلا لعذاباتها
أكثر قوةً إلا تجاه ضعفها ...
لا تتعجل الخطا بي يا حزن , فقد تستنزف مدامعي في طريقي معك ,
فتجف بحوري ويقتلني الظمأ قبل أن تصل بي لصحراء آلامك ...
مهلاً يا حزن مازال في القلب بقايا أمنية ,
أن تستريح الروح حيث ميناء يجمع في طيات
صفحاته سفن اللقاء , فيكون أهون العذابات على
قلبي من عذابك , عذاب لقاء الروح للحظة
مع من لي معهم لقاء وداع ...
يا حزن لا تنهرني إن أزعجتك بنحيبي وصوت بكائي وضجيج صمتي
حين يتردد صداه في أعماق أعماقي , فثمة
أنات تتلعثم بين قلبي والضلوع لن يفهما أحد
سواي وأنت يا حزني ...
إن كنت لم تدرك من انا سأخبرك ,
أنا قِبلة عاشق استهوته جراح السنين فبات يتلو
تراتيل الحرمان في محرابها مسالماً ...
أنا لحن شجي يردده طائر كسير الجناحين , مبتور القدمين لا يقوى
إلا على الصمت فيبكى ولا يسمعه سوى أحشائه
أنا دمعة طفل سرقته الدنيا من أحضان مهد أمه فبات
يقرع باب الحنان في خوف وحرمان ...
يا حزن لا ترثيني بنظرة إشفاق تخبئها لي في
كسرة خبز مبللة بماء القهر والحيرة
فقد عرفت وجهك الآخر يا حزني , عرفته وعرفتك ...
وعرفت أن //
من سرقته الأيام بسمة عمره وفرحة حياته لن ترحمه آلام الوحدة والأحزان