ملّـني دربـي وما ملّـيتُ دربي
وجفاني فيه أحـبابي وصحبــي
كان في قلــبي سـراجٌ وسـنا
أطفـأتْه ريح أحـزاني ونَـدبي
كنتُ أبـكي تحت أنـقاض النوى
كنت في سوق الهوى أعرض حبي
كنـت أبكي ربـما يسمعنــي
عابرٌ فوق جـــراحي أو يلبي !
فليقولوا : - تـاه عن درب الهدى
حائراً يمشي على وجـهٍ مُكِـبِّ
فليقولوا : - غاص في بحر الهوى
- صدقوا ، قد كان..حتى كَـلّ جنبي !
- ينبري حيـناً ويذوي ســاعةً
- قد تسـاوى عندهم خصبي وجدبي
أناْ في أذْنـيّ وقرٌ .. لا أعـي
رغبة العـذال في شتمي وضربي
قوتُهم لحمي .. وقـوتي حبهـم
أناْ أهـواهم .. وهم يهوون صلبي !
ربّ قرّبْـني فإنــي مُبــعَدٌ
إن تخلى الناس عني .. أنتَ حسبي .
****
-2 -
وهبـتْه فاتحةُ السماء قصيـدةً
وهو الذي لا يُحسن التعبيـرا
بعثتـْـهُ للأشرار فجراً فاضحاً
وإلى قلوب الطيبـين سفيــرا
كم كان يذرف في دجى أحلامهِ
شِعراً ، ويعتصر النبوغ عصيرا !
ويَـمُـدّ للغـرباء من أكنافهِ
ظلاً .. ويفترش الفؤادَ حصيرا !
فإذا تواروا عنه كان طعامُهم
تصغيـرَه ، وطعامُه تكبيرا !
ولَرُبّ موهوبٍ طغـتْ حُسّادهُ
وكفـى بربك هادياً ونصيرا
****
-3-
جنيتُ على نفسي بحُسن ظنوني
وعشتُ بوادي الوهم بضعَ سنينِ
فتحتُ كتابي - ليتني ما فتحتُـهُ
وبُحتُ بأشواقي لـهُ وشجوني
وكنتُ إذا ما الدهر أومأ نحـوهُ
أخبّئـه يا ناس تحت جفوني
فأغراه مني طيبتي وســـذاجتي
وخفضُ جناحي ، واخضرارُ يميني
****
-4-
كل الصداقات كانتْ ** مطروحةً في طريقـي
وكنـتُ في كـلّ كربٍ ** مطيةً للغريــقِ
كـمْ من صديقٍ تزيّا ** زِيّ الرياء الحقيقي
يقتاتُ من وهْجِ شعري ** ويكتسي من بريقي
يُعطي.. ولكنْ فُتاتاً ** أُعطِي.. ولكنْ رحيقي
وأشـتريه فيَـشري ** قلبي بسـوق الرقيقِ !!
كل الصداقات تفـنى ** والحُزنُ يبقى صديقي
***
-5-
غضضتُ الدرب عن زلات صحبي
ورُحتُ أهيـمُ في ملــكوت ربـي
فأغراهـم هجــوعي وانصرافـي
وحطّــوا لي مــكائدهم بدربي
فما وجـــدوا إلى قلبي سبيـلاً
وكيف.. وفي يد الرحمــن قلبي !
إذا ربحوا غيــابي واغتـرابي
فقد خسروا مــناجاتي .. وقُربي .