تمتاز العقيدة الإسلامية بأن كل حقيقة من حقائقها تتفق مع فطرة الإنسان ولا تتناقض معها قال تعالى : " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم " ، كما تتفق هذه العقيدة مع العقل كقوة واعية مدركة للحقائق . فالعقيدة الإسلامية تنظر إلى العقل كمحط للخطاب ، ومناط للتكليف ، وأداة للكشف والنظر والتدبر في الكون وما فيه من عجائب ، قال تعالى : " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " .
وإذا أمعن الإنسان بعقله في هذه المخلوقات خلص إلى أن خالقها عظيم جدير بالطاعة والعبادة والخضوع لأحكامه ، فيقر بالشهادتين عنوان إسلامه لله ، الأمر الذي يدفعه إلى معرفة تفاصيل هذه العقيدة ، والعمل بموجبها كما جاءت في كتاب الله الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]3- يسرها ووضوحها :العقيدة الإسلامية بسيطة واضحة لا غموض فيها ولا تعقيد . وتبرز بساطتها في أن أساسها واضح ، قائم على التوحيد . فالله واحد هو صاحب السلطان على كل مخلوق ، والكتاب واحد ، والرسول واحد ، والقبلة واحدة ، والغاية واحدة وهي تحقيق رضوان الله تعالى وطاعته .
كما تتميز بأن العلاقة التي تقيمها بين العبد وربه هي علاقة واضحة تتمثل في عبودية العبد لربه ، فيتوجه إليه بالطلب والرجاء والخشية والدعاء دون واسطة أحد أو شفاعة الآخرين ، فلا رهبانية في هذه العقيدة ، ولا رجال دين ، ولا صكوك غفران ؛ وجميع الخلق فيها عند الله سواء لا يتفاضلون إلا بتقواهم وعملهم الصالح .
ويدل على يسر هذه العقيدة تجاوب الناس معها عبر التاريخ الطويل على مختلف أصنافهم ودرجاتهم دونما تفريق ، فانتشرت في معظم بقاع الأرض بسرعة مذهلة ، وفي فترة وجيزة من غير إكراه أو إجبار أو إغراء .
والذين ناصبوا العقيدة العداء في الماضي هم غالبا من الجاهلين المقلدين الذين عطلوا نعمة العقل ، والذين قدروا أن اعتناقهم لها يحول بينهم وبين شهواتهم وسلطاتهم التي اكتسبوها بالباطل . وسرعان ما آمنوا بعد زوال الأسباب التي أدت إلى عداوتهم لهذه العقيدة ، واليوم نجد الكثيرين يؤمنون بها مع مطلع كل شمس بفعل بساطتها ووضوحها .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]4- شمولها وتوازنها :تمتاز العقيدة الإسلامية بنظرتها الشاملة للكون والحياة والإنسان . فقد عرفت الإنسان بالله تعالى وبأسمائه وصفاته . كما أنها عرفت الإنسان بالكون في أصل نشأته وطبيعته وخصائصه ومصيره . وعرفته بحقيقة نفسه كإنسان في أصله وأطوار خلقه وغاية وجوده ورسالته في الحياة ، وتميزه عن المخلوقات الأخرى بما خصه الله به من عقل وتكريم . قال تعالى : " وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون " . ومن ناحية أخرى فإن هذه العقيدة شملت أحكام الحياة كلها صغيرها وكبيرها ، وأعطت تصورا شاملا متوازنا عن المادة والروح ، والحياة الدنيا والآخرة ، والفرد والمجتمع ، وكان تصورها فريدا ، مما ميزها عن غيرها من العقائد الأخرى .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]5- إيجابيتها :تمتاز هذه العقيدة بأنها إيجابية ، ذات أثر طيب في حياة معتنقيها ، وسر ذلك أن العلاقة التي تقيمها بين الإنسان وربه هي علاقة إيجابية مؤثرة ؛ لأنها تقوم على عبودية المخلوق المحتاج إلى توجيه خالقه وعنايته ورحمته . ومن مظاهر إيجابية هذه العقيدة أن صفات الله فيها ليست سلبية بعيدة عن مخلوقاته كما يتصور بعض الناس ، فهي ليست محدودة بشعب معين ، كما أنها ليست ناقصة ، تكملها إرادة أخرى كما تظن بعض الديانات إن استقرار هذه الحقيقة في ضمير المسلم لها تأثير عظيم في حياته ، ولعل ذلك يتضح من خلال مقارنتها بين إنسانين أحدهما يتصور أن إلهه لا يهتم به ، ولا يرزقه ، ولا يحفظه ، ولا يراقبه ، ولا يحاسبه ، وآخر يعتقد أن خالقه يهتم لأمره ويرزقه ويرعاه ويحاسبه ويدبر أمره . فهل لإيمان الأول أثر في حياته ؟ وكيف لا يكون لإيمان الثاني ذلك الأثر العظيم ؟ ثم أليس الفرق كبيرا بين من يظن أن إلهه هو الطبيعة الخرساء ، أو الصدفة العمياء ، حيث لا تطالبه بعقيدة ولا منهج ولا نظام للحياة . وبين من يعلم أن ربه هو الله الحي القيوم الرقيب على عباده ، الذي لا يضل ولا ينسى ؟
إن كل صفة من صفات الله لها أثر في حياة المؤمن . فاعتقاده بأن خالقه قادر يدفعه إلى أن يتوكل عليه ، ويلجأ إليه في كل حين . واعتقاده بأنه عالم يجعله يخشاه ويعيش تحت رقابته وإطلاعه .
أما إيجابية العقيدة الإسلامية في نظرتها إلى الكون فقد أزالت الحواجز النفسية التي رسمتها أساطير الأولين وأوهامهم عن الكون وحطمتها ، فوقر في نفوس أصحاب هذه العقيدة أن الكون بما فيه مخلوق لله وليس فيه ما يستحق العبادة ، فهو مسخر للإنسان ليعمل فيه بفكره ونظره . وما التقدم العلمي الذي وصلت إليه البشرية إلا ثمرة هذه النظرة الإسلامية العظيمة .
وكذلك فإن إيجابية العقيدة الإسلامية في نظرتها إلى الإنسان لا تقل أهمية عن نظرتها إلى الكون . وقوام هذه النظرة أن الإنسان هو سيد الكون ، وهو المستخلف فيه ، وأن علاقته بالكون هي علاقة انتفاع واستثمار لما فيه من أسرار وخيرات ، وأن الله تعالى زوده بالقدرات التي تجعله أهلا للقيام بهذه المسؤولية . قال تعالى : " ألم ترو أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه " .
ومن غير شك فإن شعور الإنسان بأنه مكلف وصاحب رسالة يعان على القيام بها من خالقه سبحانه ينفي عنه الشعور بالسلبية ، ويدفعه إلى أخذ مكانه في هذا الكون .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]6- واقعيتها :وتعني واقعية العقيدة الإسلامية مراعاتها لظروف الإنسان وفطرته وطبيعة تكوينه وواقع حياته ، وهي بذلك لا تعني الرضا بالواقع أيا كان وضعه ، أو أنها تكيف مبادئها حتى تساير واقع الحياة بدون اعتبار أو حكمة ، أو أنها تعتمد على الواقع الذي تدركه الحواس وتترك كل ما لا تدركه الحواس أو تؤيده التجربة . فقد راعت العقيدة الإسلامية كل هذه الاعتبارات التي خلقها الله في نفس الإنسان وطبيعته ، وكيفت أحكامها تبعا لذلك ، حتى تستمر الحياة ولا تتعطل مصالح العباد ، وتبدو واقعية العقيدة الإسلامية في العبادات ، والتشريع والأخلاق ونمثل لهذه الواقعية بما يلي :
واقعية العقيدة في العبادات :
وتتمثل هذه الواقعية في المظاهر التالية :
أ ـ قلة التكاليف : راعت العقيدة الإسلامية ظروف الإنسان وكثرة أعبائه وأشغاله في الحياة ، فلم تكلفه إلا بعبادات قليلة لا تستغرق إلا جزءا من وقته ، فهناك عبادة فرضت مرة واحدة في العمر كالحج ، وعبادة فرضت مرة واحدة في السنة كالصوم والزكاة ، وعبادة لا تأخذ من وقت الإنسان إلا ساعة من نهار طوله أربع وعشرون ساعة كالصلاة .
ب – التنوع في العبادات : راعت العقيدة الإسلامية طبيعة النفس ، وما يكتنفها من ملل نتيجة تكرار أعمال معينة ، لهذا تنوعت العبادات التي فرضتها عليه ، ما بين عبادة بدنية كالصلاة و الصيام ، وأخرى مالية كالزكاة والصدقات ، وثالثة جامعة بينهما كالحج والعمرة ، وذلك حتى لا يسأم الإنسان من أداء عبادة واحدة رتيبة لا تتغير .
ج ـ الرخص في العبادات : راعت العقيدة الإسلامية طبيعة الظروف الاستثنائية للإنسان مثل المرض والسفر التي تمنعه من أداء العبادة في صورتها الكاملة ، فأجازت له في مثل هذه الظروف قصر الصلاة وجمعها ، والتيمم والمسح على الجبيرة ، والإفطار في رمضان وغيرها من الرخص الأخرى .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]7- ثباتها :تمتاز العقيدة الإسلامية بأن حقائقها ثابتة ، فهي ليست نظريات وضعها البشر ولا ظنونا صاغوها بتخيلاتهم ولكنها من عند الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] </B></I>