[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]منذ الحلقة الأولى، ومسلسل «الجماعة» الذى عرض للمرة الأولى فى رمضان الماضى يثير جدلاً سياسياً شديداً بين مؤيديه ممن ينتقدون جماعة الإخوان المسلمين ويرونها جماعة محظورة، وبين معارضيه من أعضاء الجماعة نفسها أو المتعاطفين معها، هناك من رأى العمل مسيئا للإخوان، وهناك من وجد أن المسلسل يقدم للإخوان خدمة جليلة بظهورهم على الشاشة طوال رمضان فى عمل ضخم يحظى بنسبة مشاهدة عالية، خصوصاً أن المشاهد يتعاطف دائماً مع من يقف على الطرف الآخر من الأمن أيا كان.
دعونا بطل العمل «إياد نصار» الذى تألق فى دور حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بشهادة الجميع، فلبى الدعوة واحتفلنا معه بنجاح «الجماعة» كعمل فنى بعيدا عن الجدل السياسى الذى دار حوله.
◄◄ كيف تم ترشيحك لدور حسن البنا؟
- الترشيح كان من الأستاذ وحيد حامد حيث تقابلنا معا فى مهرجان الإذاعة والتليفزيون وكان قد شاهد مسلسل «الأمين والمأمون» وأثنى على دورى وبعدها أصبحنا على اتصال ببعض فى المناسبات وللاطمئنان عليه، وبعدها اتصل بى وطلب مقابلتى فذهبت له فى المكان الذى يعتاد الجلوس فيه بأحد الفنادق، وأكد لى أنه رشحنى لدور حسن البنا وقد اتفق مع صناع العمل بالإجماع على إسناد دور «حسن البنا» لى وطلب منى الرد فكان ردى عليه «الصمت التام للحظات».
◄◄ هل معنى هذا الصمت المفاجأة بالنسبة لك فى إسناد الدور؟
- أكيد دهشة ومفاجأة لأن «حسن البنا» من الشخصيات التى كنت أحلم بها، وقبل معرفتى بتجسيد شخصية «حسن البنا» كانت لدى فكرة جيدة عنه وقرأت كتبا كثيرة عنه حتى أنى فى سن الـ12 كنت قد قرأت رسائل ومذكرات حسن البنا «الدعوة والداعية»، وبعدها سمعت عن أن هناك مشروعا تليفزيونيا اسمه «الجماعة» وقد تأجل تنفيذه أكثر من 4 سنوات وكنت متابعا لأخبار المسلسل عن طريق الصحف، ولكن لم أتخيل شكل العمل كيف سيكون.
◄◄ عندما سمعت بخبر مشروع مسلسل عن «الجماعة» هل تمنيت أن يكون مشروعك؟
- أنا شخصية طموحة ولكنى واقعى أكثر فشعرت أن المشروع كبير وأنا مازلت أخطو خطواتى الأولى، وكان من الصعب أن يطرح اسمى بهذه الطريقة لتجسيد الشخصية، فظننت أن يطرح اسمى كمشارك فى المسلسل فى أى دور ولكن لتجسيد شخصية «حسن البنا» فهذا لم أفكر فيه، ولكنى لا أنكر أن هذا الترشيح اختصر لى مسافات طويلة.
◄◄ هل قرأت عن حسن البنا قبل تجسيده؟
- عندما رشحنى الأستاذ وحيد حامد للمسلسل كان السيناريو مازال فى مرحلة الكتابة وقال لى إن هناك كتبا ومراجع عن «حسن البنا» يجب أن تقرأها وتحركت للبحث عن تفاصيل الشخصية التى استغرقت فترة قصيرة بعدها حصلت على السيناريو وبدأت أشتغل عليه.
◄◄ هل وجهة نظرك عن جماعة «الإخوان المسلمين» وحسن البنا تغيرت بعد بطولتك للمسلسل؟
- المشاهد غير معنى بوجهة نظرى كممثل، فأنا لست محللاً سياسياً ولا منظراً فى هذا المجال ووجهة نظرى تكون من خلال الأعمال التى أقدمها لأن وجهة نظرى ليست مقالاً ولكنها فن والعمل طرح مجموعة من الأسئلة ووجهة نظرى أحتفظ بها لنفسى وقد أصرح بها لأشخاص قريبين منى أما رأيى فى «حسن البنا» فأقول إن المسلسل لم يكن سيرة ذاتية عن «حسن البنا».
◄◄ ولكن لو أردنا معرفة رأى إياد نصار المشاهد وليس الممثل فما هو؟
- لا أهرب من السؤال ولكنى لا أستطيع أن أفصل نفسى كمشاهد وممثل فبمجرد أن أصبحت ممثلا ليس لى الحق فى طرح وجهة نظرى على الجمهور لأنه ليس معنيا بها كما قلت من قبل، فليس من حقى أن أصادر على آراء الجمهور لأنى لست أكثر خبرة منهم ولا معرفة ولكنى قادر على نقل الانطباع ونقل المشاعر وهذه مهنتى.
◄◄ هل تعنى أنك جسدت الشخصية دون التفكير فى مدى توافقها مع توجهاتك؟ وهل من الممكن أن تجسد شخصية يهودية أو شخصية «بن لادن» أو«هتلر» مثلا؟
- من الممكن أن أجسد هذه الشخصيات ولكن فى إطارى أنا وبنفس ما يتفق مع توجهاتى والأهم من ذلك هو أن يكون الطرح المقدم مع الشخصية لا يؤذى، فيجب أن أقتنع به فأنا عربى لذلك لن أقدم عملا أشعر أنه من الممكن أن يؤذى المشاهد أو يطرح أفكارا مسمومة تضر المجتمع أو موجهة لخدمة فكر معين، فمثلا أرفض أن أشارك فى أعمال مثل «بيت صدام» لأنها أعمال موجهة بشكل واضح وفيها إساءة لى كشخص عربى.
◄◄ ومن ترشح من الممثلين للقيام بتجسيد «حسن البنا» مرة أخرى؟
- ليس من حقى ترشيحات ولكن بصراحة أنا بذلت جهدا كبيرا فى تجسيد شخصية «حسن البنا» لأفعل ما فعله أحمد مظهر فى «صلاح الدين» وعبدالله غيث فى «حمزة» والراحل أحمد زكى فى «طه حسين» فى مسلسل الأيام بمعنى أن هناك شخصيات «اتقفلت» ولا نستطيع إعادة تقديمها مرة أخرى، وأنا كنت «باللؤم الفنى» واجتهدت لكى أصل لهذه المرحلة وأعتقد أنى «قفلت الشخصية» ولكن كل ممثل له الحرية فى تقديم ما يشاء.
◄◄ قلت إنك قدمت شخصية «حسن البنا» بحياد دون عرض وجهة نظرك ومصادرة وجهات نظر الجمهور رغم أن المسلسل قدم جماعة الإخوان المسلمين كأنهم أشبه بالإرهابيين ويمثلون خطرا كبيرا على الدولة فى حين أن ضباط أمن الدولة ظهروا كأنهم ملائكة.. فما تعليقك؟
- فى رأيى فنياً لو قدمنا أمن الدولة بصورتها التى فى أذهان الناس فسوف نسقط فى «الكلاشيه» والصورة الذهنية المتعارف عليها ولكن قد تكون الصورة المثالية مزعجة أكثر فمثلا فنجان القهوة الذى أقدمه يعتبر نوعا من التعذيب بمعنى أنه ليس من الضرورى أن يكون التعذيب ضرب بالقلم وغيره ولكن هناك استجواب، لذلك فالعمل خرج من هذه الكلاشيهات التى تقع فيها الأعمال الدرامية، وليس لزاما علينا أن نقدم شخصية ضابط أمن الدولة بالشكل المتعارف، والأستاذ وحيد حامد قال فى ذلك الأمر إنه عندما سأل قيادات جماعة الإخوان عن التعاملات معهم قالوا إن أمن الدولة تتعامل معهم بهذا الشكل أثناء التحقيق.
◄◄ لا يوجد للبنا صور أرشيفية كثيرة ولا مرجعية بصرية كيف كونت صورة لانفعالاته وأسلوبه فى الحديث وتعاملاته مع الآخرين؟
- أنا لم أقدم سيرة ذاتية لشخصية «حسن البنا» ولم أمثل شخصيته ولكنى كنت «بشتغل» أفكار حسن البنا، فصورت أفكار «حسن البنا» على شكل آدمى وكانت المرجعية البصرية الوحيدة لحسن البنا مجموعة من الصور النادرة له فكنا نشاهد الصور ونشاهد كيف يقف ولماذا يرتدى أبيض فى هذه الصورة وكيف يقف فى صورة مع الجوالة فكان كل هذا مفاتيح لشخصية «حسن البنا» وكيف كان التحول فى هذه الشخصية بداية من وقوفه أمام الشيخ «الدجوى» ومحمد سعيد وقال لهم «أنتم أئمة الإسلام» وكان منفعلا انفعال الشباب وحتى قبل اغتياله عندما قال: «لهذا خلق الله الندم».
◄◄ كل الشخصيات التى قدمتها بداية من «المأمون» ونهاية بشخصية «حسن البنا» ليس لها مرجعية بصرية ومع ذلك بعد تجسيدك لها لا يستطيع أحد إعادتها مرة أخرى كيف تنجح فى ذلك؟
- أنا مؤمن بطريقة «الإيمان بالنص» فمثلاً النجم «جارى أولدمان» قدم شخصية «بيتهوفن» وعندما سأله البعض هل بحثت عن الشخصية قال: «لماذا أضيع وقتى فى البحث عن بيتهوفن فأنا لدى سيناريو» وقدم أولدمان شخصية بيتهوفن بطريقة يعجز أى فنان عن القيام بها مرة أخرى.
◄◄ اتضحت تقريباً ملامح الأعمال التى سيدخل بها كل النجوم رمضان القادم فماذا عن مشروعك المقبل؟ وهل ستكون سيرة ذاتية؟
- لن أقدم سيرة ذاتية بل سوف أبعد عنها لكنى أفكر فى أن تكون الخطوة القادمة مفاجأة مثلما قدمنا عالم حسن البنا والإخوان وكان عالما مجهولا للكثيرين واكتشفناه مع المشاهد أفكر أن تكون الخطوة القادمة عن عالم جديد واكتشاف جديد وسوف أخص «اليوم السابع» بتفاصيل العمل ككل حينما تكتمل ملامحه لأنه فى مرحلة الكتابة ونخشى سرقة فكرته.
◄◄ نريد تفاصيل أكثر عن المشروع؟
- الفكرة مازالت فى مرحلة الكتابة والتطوير ولكن ما أستطيع قوله إن هذه الطبقة لم يتناولها أى عمل فنى من قبل فبعض الأثرياء تحولوا من فكرة جمع المال واستثماره لفكرة شعورهم بأنهم يخدمون البشرية وأن وجودهم ضرورة، وهؤلاء كسروا الحدود لأن بعضهم يتناول إفطاره فى باريس وغداءه فى لندن ويتناول العشاء فى كندا مثلا.
◄◄ ومن هى تلك الشخصية؟ وهل هى شخصية عربية خليجية أم شخصية مصرية؟
- العمل ليس سيرة ذاتية ولكن فكرة تقدم من خلال طرح معين داخل هذا العالم بتناقضاته والشخصية مصرية.. فعندما يكون الفساد أخلاقيا وليس قانونيا من الذى يحاسب على هذا الفساد؟ هذا هو بالتحديد ملخص الطرح داخل العمل.
◄◄ لو أتيح لك مشروع بسوريا أو بالأردن حاليا هل ستكون لك شروط مختلفة؟
- بمنتهى الصراحة أعتقد أنه قبل أن يكون لى شروط سيكون هناك تفكير عميق لأن أغلب الأعمال التى تقدم فى سوريا والأردن إما بدوية أو تاريخية، وأنا لا أحبذ ذلك فى الفترة القادمة، وسوف أبعد عن التاريخى، ولكنى أؤكد أن المشروع الجيد يفرض نفسه، وأكيد ستكون لى شروط مختلفة فى الفترة القادمة.
◄◄إياد نصار كممثل أردنى يعتبر هو الوحيد الذى دخل الوسط الفنى بمصر دون مشاكل أو زوابع.. كيف فعلت ذلك؟
- لأنى دخلت بحب وخارج نظرية البراشوت ومسلسل «الأمين والمأمون» سهل لى الخطوة ولم أتعجل دخول البطولة، وحسن البنا جاء نتيجة تراكمات بأعمال كثيرة قدمتها بمصر وخارج مصر، ولو طرح دور حسن البنا ورشحت له من بداية تواجدى بمصر لكنت تخوفت، لكن تواجدى وتدرجى فى الأعمال جعلنى أقترب أكثر، وهذا أعطانى عمقا لتقديم الشخصية، بالإضافة لمعرفتى بتفاصيل كثيرة عرفتها من فترة تواجدى بمصر، فقد عرفت السويس والإسماعيلية والمحمودية، وعلى علم بالجغرافيا والعادات والتقاليد المصرية، وهكذا فالفكرة إننى «اتسرسبت» ليس بخباثة ولكن بحب لأنى كنت أرغب فى تواجدى بمصر.
◄◄ لماذا لم تكن تجاربك فى السينما على نفس القدر من الأهمية فى الدراما؟
- لقد تواجدت فى السينما بعين السائح وكنت أشارك فى أعمال أعتبر نفسى أتدرب من خلالها وأنا مستمتع وأحببت تلك التجارب لكنى فى «الجماعة» أؤكد لك أننى عملت ما يوازى 11 فيلم سينما واستفدت كثيرا من تلك التجربة.
◄◄ تعاملت مع مخرجين سوريين ومع مصريين أيهما كان الأفضل لديك؟
- أشعر أن مسلسل «الجماعة» أنهى صراع السجاجيد وسحب البساط الدائر فى الدراما العربية وخاصة بين المصرية والسورية وحسم الأمر لصالح الدراما المصرية فالحقيقة أن المخرج فى سوريا أو الأردن يسعى للوصول للغة سينمائية، ولذلك اختار تقنية الكاميرا الواحدة والكوادر الثابتة وبعض التعبيرات البصرية التى تقترب من الحالة السينمائية ولكنها ليست سينما، فالحالة تقترب لتقنية السينما فقط، ولكن محمد ياسين جاء بالسينما لأنه يمتلك اللغة والتقنية، ولذلك هناك فرق كبير بين شخص يسعى للوصول لحالة سينمائية، وشخص يطوع السينما للتليفزيون.