بدء المعركة
وفى اليوم السابع عشر من شهر رمضان "يروى أن هذا هو اليوم نفسه الذى ابتدأ فيه نزول القرآن على رسول الله فى غار حراء, وبين التاريخين أربعة عشرة سنة قمرية " بدأت المعركة بين فئتين : فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة
وكان الكفار يبلغون ثلاثة أمثال المسلمين ولكن الله أيد المسلمين بايمانهم وأيدهم بجنوده وملائكته
قال تعالى
{ إِذْ تَسْتِغِيثُونَربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرىولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم }
سورة الانفال 9 ، 10
وحينما حمى القتال ورأى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كثرة عدد المشركين ظل يهتف من أعماق نفسه قائلاً : ( اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تحاولأن تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذى وعدتنى ، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لاتعبد )
وهكذا يمضى الرسول فى ضراعته إلى الله حتى يسقط رداؤه عن منكبه فيرده عليه أبوبكر وهو يقول مشفقاً عليه من كثرة الابتهال : يا نبى الله، بعض مناشدتك ربك " أى لم تتعب نفسك هذا التعب واللهقد وعدك بالنصر ؟ " فان الله منجز لك ما وعدك ،ولكن الرسول الكريم يظل فيما هو فيه من ضراعة وابتهال ، مشغولاً عن نفسه وعن كل ما حوله بدعاءذى الجلال والاكرام حتى أخذته خفقه من نعاس فرأى نصر اللهيضئ ويملأ الآفاق ، فاستيقظ فرحا مستبشراً وخرج إلى الناس يحرضهم على القتال ويقوللهم :
والذى نفس محمد بيدهلا يقاتل اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة
وقد تراءت الجنة أمام المسلمين حينما سمعوا كلام نبيهمحتى لقد قال عميربن الحمام وكان فى يده تمرات يأكلها بخ بخ ، أما بينى وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلنى هؤلاء ؟ ثمألقى بالتمرات من يده ، وأخذ سيفه وقاتل فى صبر وإيمان ، حتى قتل
ثم اشتد القتال فلم تكن إلا ساعة حتى هزم الجمع وولوا الدبر ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فقتل من المشركين نحو السبعين وأسر منهممثل هذا العدد ولم يستشهد من المسلمين إلا أربعة عشر فحسب
قال تعالى
" كم من فئة قليلةغلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين "
البقرة ايه 249
ورجع الرسول ( صلى الله عليه وسلم )إلى المدينة ومعه اصحابه فرحين بنصر الله وعدله مستبشرين بنعمته وفضله