القرآن يتحدى
( الإتيان بمثله أم بسورة منه )
تحداهم القرآن العظيم أن يأتوا بمثله فعجزوا .
قال تعالى : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على
عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين )
البقرة: 23
وتحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله فعجزوا قال
سبحانه : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من
استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) هود : 13 .
وتحداهم أن يأتوا بأقصر سورة من مثله فعجزوا قال
سبحانه : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من
دون الله إن كنتم صادقين ) يونس : 38 . ولم يعارض القرآن إلا مجنون أو
أحمق.
هذا مسيلمة الكذاب راح ليثبت أن الوحي قد نزل
عليه , ورام أن يعارض القرآن الكريم ,فوقع في شر أعماله , ولو نطق الحيوان
لقهقه من قرآن مسيلمة استمع إليه وهو يقول : والمذرعات ذرعاً . والحاصدات
حصداً والذاريات , قمحاً ، والطاحنات طحناً . والخابزات خبزاً . والثاردات
ثرداً . واللاقمات لقماً ,إهالة وسمناً , لقد فضلتم على أهل الوبر . ما
سبقكم أهل المدر . رفيقكم فامنعوه , والمعتر فآووه , والناعي فواسوه .
وكأنه أراد أن يعارض سورة العاديات فأضحك الله
منه خلقه . والرجل كان عبد بطنه لذا تنزل الوحي على معدته !! .
ومن كلام السافل أيضاً : يا ضفدع بنت الضفدعين ,
نقي ما تنقين , لا الماء تكدرين , ولا الشارب تمنعين , رأسك في الماء
وذنبك في الطين .
قال الجاحظ في الحيوان عند كلامه عن الضفدع :
ولا أدري ما هيج مسيلمة على ذكرها , ولم ساء رأيه فيها حتى جعل بزعمه فيها
فيما نزل عليه من القرآن : يا ضفدع بنت ضفدعين .
ومن كلامه الساقط البارد السخيف النتن الذي لا
ينهض ولا يجلو ولا يتماسك : الفيل وما أدراك ما الفيل له زلوم طويل .
قصد بهذا الهراء السخيف أن يعارض سورة الفيل ,
وشتان بين الثرى والثريا . وقال أيضاً : والليل الدامس . والذئب الهامس .
ما قطعت أسد من رطب ولا يابس .
فكيف وجد من العرب الفصحاء البلغاء , من يغرى
بمثل هذا الهراء لا جرم أنها العصبية والحمية ومحاولة القضاء على الدعوة
الإسلامية .
ورد أن عمرو بن العاص – قبل إسلامه – قدم على
مسيلمة فقال : له مسيلمة : ماذا أنزل على صاحبكم في هذا الحين ؟ فقال له
عمرو : لقد أنزل عليه سورة وجيزة – بليغة , فقال : وما هي ؟ قال : أنزل
عليه (والعصر) .إلخ السورة , قال : ففكر مسيلمة ساعة . ثم رفع رأسه , فقال :
ولقد أنزل عليّ مثلها , فقال له عمرو : وما هي ؟ فقال مسيلمة : يا وبر يا
وبر , إنما أنت إيراد وصدر , وسائرك حفر ونقر , ثم قال : كيف ترى يا عمرو ؟
فقال له عمرو : والله إنك لتعلم أني أعلم أنك تكذب .