بكاء ورقة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بكاء ورقة
في صباح هذا اليوم الجميل ، الذي كان الصبح فيه يتنفس معي هذا الهواء العليل .
وبينما أنا واقف عند نافذة الغرفة ، أتأمل هذا الفجر الجميل ، وأتذكر آيات الله تعالى ونعمه التي تفضل بها علينا ، توقفتُ عند آية عظيمة ، ذكرها الله سبحانه في سورة من جزء عم ، وهي سورة التكوير ، هذه الآية هي قول الله تعالى : ( والصبح إذا تنفس ) .
توقفتُ عند هذه الآية ، وأردتُ أن أقارن بين تنفسنا وتنفس الأشياء من حولنا ، فإذا بي أسمع أنيناً من خلفي .
هذا الأنين ينبئ بوجود أحد قريب ؛ ولكن الصوت غريب عني ، ولكنه في نفس الوقت قريب جداً ! !
لم ألتفت لهذا الصوت ، وأردت أن أتجاهله .
ولكن ! !
شيءٌ عجيب ! ! الصوت يزداد ارتفاعاً ! !
ما هذا ؟ !
ومن الذي اقتحم عليَّ تفكيري وصباحي من أوله ؟
نظرت خلفي ! !
تلفتُّ يمنةً ويسرة ! !
لم أجد أحداً خلفي ! ؟
تذكرتُ أن أولادي في المدرسة ، والصغار نائمون ، وباب الغرفة مقفل ! !
إذن من أين يأتي هذا الصوت ؟ !
سبحان الله ! !
ظننتُ في بداية الأمر أني أتخيل صوتاً غير موجود ! !
ولكني بعد برهة من الزمن عرفتُ مصدر الصوت .
فاتجهتُ إليه .
فإذا بي أرى ورقة التقويم التي أضعها على مكتبي بها دمعات مغرقات ، وأن هذه الورقة تبكي بكاءً عجيباً .
ما بالها هذه الورقة ؟ !
عجيب أمرها ! !
ورقة تبكي ! !
سبحان الله ! ! لم أسمع في حياتي هذا الأمر .
لقد كانت هذه الورقة تبكي كما لو أنها فقدت عزيزاً على قلبها .
وضعتُ يدي على التقويم وجدته مبللاً ! !
أنا لا أحلم ! !
فالورقة تبكي ! ! وهي مبللة بشكل كبير ! !
ما بالها ؟ !
وما حكايتها ؟ !
وبينما أنا أتفكر في حالها ، إذ بها تنطق مخاطبة لي وقائلة : ما بالكَ يا دكتور ملهم ؟ !
تعجبتُ من تعجبها هذا ! !
أنا أتعجب منها ! وهي تتعجب مني !
سبحان الله ! !
ورقة تبكي ؟ ! ثم تكلمني ؟ !
رجعتُ إلى نفسي مرة أخرى ، فوجدتني لا أحلم ! !
أنا مستيقظ ، لستُ نائماً ، ولست في حلم ، أنا في يقظة كاملة ! !
قلت لها : هل كان صوتُ البكاء هذا كله منكِ ؟ !
قالت : نعم .
- لماذا تبكين ؟ ؟
- هل أنتَ مستعد يا دكتور لأن تسمع حديثي هذا ؟ وما سبب بكائي ؟
- نعم ، تفضلي ، ماذا حصل ، وما يبكيكِ ؟
قالت : اجلس يا دكتور ملهم أحدثك حديثي هذا ، عسى أن ينتفع الناس منه ، كما أني استفدت منه الآن .
فجلستُ على مكتبي أستمع إليها ما تقول .
قالت :
لقد كنتُ مع أخواتي من الأوراق ، نلهو ونلعب ، ونفعل ما نريد سوية .
لقد كان عددنا ثلاثين ورقة ، وكان لنا أب طيب جداً ، وكان لنا أحد عشر عَمًّا ، ولكل عمٍّ تسعٌ وعشرون أو ثلاثون بنتاً .
عندما بدأ هذا العام الذي نحن في آخر يوم منه 1431هـ كنا في نشاط وحيوية ، وكل واحدة منا تبارك لأختها وأعمامها وبنات أعمامها بهذا العام الجديد .
بدأت بنات العم الأول تموت في كل يوم واحدة ، حتى انتهين جميعاً ، ثم مات عمي مُحَرَّم .
كنتُ أنا وأخواتي ننظر إلى أن الوقت طويل ، وأن موتنا بعيد جداً ، ولكني كنتُ أرى موت بنات العم واحدة واحدة ، ثم يموت العم والدهن .
كنا نرى ذلك ، ولا يحرك فينا شيئاً ، فهناك وقت طويل حتى يصل الموت إلينا .
لذلك كنا نضيع وقتنا فيما ينفع وما لا ينفع ، حتى ماتت بنات عمي كلهن ، وماتَ أعمامي كلهم ، ولم يبق إلا والدي ذو الحجة .
ثم بدأت أخواتي بالموت واحدة واحدة .
أصبحتُ أقول في كل يوم تموت فيه واحدة من أخواتي : غداً أتدارك أيامي ، حتى ماتت أخواتي كلهن ، ولم يبق اليوم إلا أنا .
فبقيت وحيدة أنتظر أجلي إلى الليل .
وكنتُ قبل قليل أتذكر كيف كنا نلهو ونلعب ، ونضيع أوقاتنا فيما ينفع وما لا ينفع ، ولم نكن نحسب حساباً لهذا اليوم .
لم يكن الموضوع إلا شيئاً بعيداً جداً .
ولكن . . .
اقترب الأجل .
وكما دخلنا إلى هذه الدنيا ، فإننا سنخرج منها .
فبكيت لهذا الأمر .
حتى رأيتك بجانبي تؤنسني في وحدتي ، وتخفف عني قبل وفاتي .
ولكن ربما لا يكون هناك يوم لأحدنا يقف معه ، ولا يستمع إليه ، وإنما هو حساب وعقاب .
فزاد بكائي .
فقلت :
اللهم اغفر لي كل ما مضى من أيامي .
اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك .
اللهم اجعلنا جميعاً من أهل الجنة ، يا أرحم الراحمين .
فهل ستخبر الناس بقصتي :
قلت : بكل تأكيد ! !
وها أنا أنشرها إلى الناس كما أردتِ يا ورقة آخر يوم من السنة .

الوقت يمضي ونكاد لا نشعر به ^^
قصة جدا رائعه

تسلم يدك أختي
لا عدمت جديدك
ذائقه ادبيه رائعة

تم نقل الموضوع الى قسم القصه

الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك

اللهم اغفر لي كل ما مضى من أيامي .
اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك .
اللهم اجعلنا جميعاً من أهل الجنة ، يا أرحم الراحمين

تسلمى احزان قصه مؤثره جدا

قصة ذات مغزى ومعنى وتدل على اهمية الوقت
فالليل مهما طال فلا بد من طلوع الشمس
والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبر

» ورقة من ملف القضية
» بكاء القلب
» بكاء القلوب ....؟!!
» بكاء الحجر
» طالب ترك ورقة الامتحان خا لية ونجح