كل سيدة تتمتع بموهبة تجعلها جذابة يتسابق الجميع على خطب ودها والإعجاب بخصالها ولو لز تكن ملكة جمال ورشاقة.
والسيدة التي لاتتقبل جسمها، قد تكون امرأة تشك في قيمتها وقدرها. ومن حسن طالع السيدة أنها إذا لم تكن قادرة على تغيير ماضيها (جسمانياً)، فإنها تستطيع على الأقل تغيير شعورها تجاه جسمها كما هو حالياً.
وهناك شيئان متلازمان في حياة المرأة: تقدير الذات وتقدير الجسم. وقوة شخصية المرأة تتأنى عن طريق الاهتداء إلى الخصائص التي تميزها ومواطن قوتها، واستغلالها في شق طريقها إلى الأمام.
كثيرات هن الكارهات لأجسامهن
ومع ذلك فإن من سوء الطالع أن أكثر من نصف عدد النساء يجدن عيباً في تركيبهن الجسماني، ويقضين حياتهن في التركيز على هذا العيب (الوهمي في أكثر الأحيان).
ولكن الرشاقة لا تعتبر ضمانة بأن تنعم صاحبتها بالرضى عن نفسها، كما أنها لاتضمن قبول الناس بها. وبالنسبة للرشاقة بالذات، فإن الأمر الأهم في معظم الأحيان، هو مقدار تركيز أفراد الأسرة والصديقات على خصائص المرأة منذ تطورها حتى بلوغها سن الرشد، وما إذا كانت قد تلقت في حياتها الكثير من عبارات الاستحسانت أو الاستهجان.
الانتقاد الموروث
كما ان لأوضاع والديّ المرأة ازاء جسميها، تأثيراً وراثياً على رايها هي بجسمها، وعلى سبيل المثال، إذا كانت الأم تكثر من القدح والذم في شكل جسدها (الاجاصي) (البدانة من الوركين فنازلاً)، ثم كان لابنتها نفس هذا الشكل، فإن الابنة في أكثر الأحيان، ترث هذه الكراهية.
استيراتيجات القبول
وقد حظي هذا الموضوع باهتمام الكثيرين من خبراء التجميل، وخصوه بالكثير من أبحاثهم التي استخلصوا منها الستراتيجيات التالية التي تساعد المرأة على تحسين نظرتها إلى جسمها.
أولاً – وسعي فكرتك عن الجمال:
دققي النظر فيمن حولك وركزي نظرك في النساء الراضيات عن أنفسهن (بدينات كنّ أم رشيقات). لاشك في أن هؤلاء الراضيات مختلفات الأشكال والحجوم والمظاهر. فما رأيك (بفلانة) الزائدة الوزن، التي تحظى باحترام الجميع في الدائرة التي تعملين فيها؟ ثم مارأيك (بعلّانة) التي تزهو برشاقتها في الدائرة وترتدي آخر صرعات المودة، وتخطر كالطاووس، ولكنها لاتتمتع بأي قدر من الذكاء أو المهارة؟
بل أنه حتى ولو كان يطيب لك التركيز على الهيئة الجسمانية، فلا يغبّ عنك أن مسألة تعريف الجمال مابرحت طوال تاريخ البشرية شيئاً رجراجاً لايستقر على حال. وإذا أردت أن تعرفي كيفية تعريف الجمال المنطبق على
هيئة جسمك، فما عليك إلا ان تستعرضي صور ربات الجمال في مختلف العصور، كما رسمها لهن كبار الفنانين آنذاك. وخصّني
بالتأمل ملكات الجمال في أيامهن اللواتي يظهرن مكتنزات الأجسام صارخات الفتنة الحسّية.
ثقي أن عثورك على رسم لإحداهن ينطبق شكلها الماضي مع شكلك الآن، كفيل بأن يخلصك من هواجس الحاضر.
ثانياً- أخرجي من رأسك الناقد الشرير:
اصفي إلى ما تحدثين به نفسك: هل توجهين انتقادك إلى ضخامة وركيك مثلاً؟ وهل انتقادك ينحو منحى هزلياً: )أبدو على هيئة بقرة(. أم أنه ينضح بالكراهية. حاولي أن يكون حديثك مع نفسك حديثاً إيجابياً حيادياً ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. واذكري أنك مع انتقادك لنفسك، لا بد أن تكون لديك ناحية ما تثير الإعجاب، كقوة البدن أو حدة الذكاء أو تناسق الأعضاء. إن تركيزك على العضو أو الصفة اللذين يحوزان على إعجابك، هذا التركيز لابد أن يمتد شيئاً فشيئاً حتى يطال أعضاء أخرى من جسمك.
ثالثاً- ازدادي قوة جسمانية:
لقد شُجعت النساء على مرّ التاريخ، على النظر إلى أجسامهن بأنها تماثيل جمال، او حين يُعلم الرجالى على اعتبار أجسامهم أدوات للعمل. وقد استٌخلص من بعض الأبحاث الحديثة، أنه إذا ركزت المرأة نظرها في ما تستطيع القيام به من أعمال ووظائف، بدلاً من تركيزه على منظرها، فإن مشاعرها إزاء جسمها تزد اد إيجابية . والتمرين الرياضي هو واحد من الأدوات الهامة في هذا السبيل. فإحساس المرأة بقوة بدنها يمنحها الثقة في ما تستطيع القيام به من أعمال.
رابعاُ: تفحصي جسمك بنظرة واقعية: تشكو بعض النساء بين الحين والحين
ضخامة أوراكهن أو غلظ أفخاذهن مثلاً. ولكن هذه الشكاوى كثيراً ما تصل إلى حد المبالفة. ولكي تتأكدي من عدم وقوعك في فخ المبالفة، مدي يدك والتقطي خيطاً وورقة وسجلي عليها الرقم الذي تريدينه لخصرك مثلاً، وعلى ورقة أخرى دوني مقياس خصرك الواقعي- ثم لاحظي الفرق بين الرقمين.
والطريقة الأخرى للوصول إلى الحقيقة هي محاولة التخلص من وزنك الزائد، ثم من الألبسة الضيقة التي تريدين بها إيهام نفسك بأنك تستطيعين ارتداء ملابس الرشاقة. خامساً- تصرفي وكان ها أنت ذي ممتدة بنفسك. قفي واثقة مرفوعة الرأس مشدودة الكتفين إلى الوراء بارزة الصدر وارسمي على محيّاك تعبيراً دالاً على البهجة.
ذكري نفسك بأنك شخصية هامة، وأنك مستحقة لأن تكون لك مكانة في هذه الدنيا، ثم سيري واثقة من نفسك ومدفوعة بهذه المشاعر. أعيدي الكرّة مرة بمد أخرى، إلى أن تصبح هذه التعابير طَبِيعَة فيك. وبالنظر إلى أنك توحين لدماغك في هذه الأثناء بأحاسيس عضلية وعصبية، فإن هذا الإيحاء كفيل بأن يجعلك نشيطة قوية جسمانياً.
سادساً- هبّي للدفاع عن جسمك:
إذ ا كان بعض الأشخاص لا يجدون غضاضة في إطلاق بعض التعليقات السلبية عن جسمك، فهذه مشكلتهم هم لا مشكلتك. وأنت تودين أيضاً أن تضمي حداً لمثل هذه التعليقات، لذلك كوني على الدوام مستعدة للرد عليها. فإذا قالت إحداهن مثلا: يبدو أن وزنك قد ازداد (فقد يكون جوابك الجاهز)،أنك تقولين هذا الكلام لأنك...
سابعاً: صادقي صورتك على المرآة:
التصدي للحساسية تصديا مباشراً لاضعاف مفعولها، هو أسلوب مجرّب للقضاء على شتى أحوال )الرُهاب(، كالرّهاب من ركوب الطائرة، أو مواجهة الناس، أوه أو.. هناك مئات من أنواع الرهاب. هذه الطريقة في التصدي المباشر، تصلح ايضاً للنساء اللواتي يخشين عرض أجسامهن.
تخلصي من هذا (الرّهاب الجمالي)، بان تبدئي بالوقوف أمام مرآة بطول الجسم لمدة نصف دقيقة، مركزة انتباهك في أي عضو من أعضاء جسمك. إذا ما فملت ذلك يومياً، فإن إحساسك بالراحة إزاء جسمك يزداد، ويقل شعورك بالقلق خلال 4-5 أيام، وشيئاً فشيئاً ارتدي بعض قطع الثياب الأضيق (قليلاً) من قياسك، بحيث تظلين قادرة على التنفس المريح. بعد مدة لا تشمرين بالحرج إذا كشفت جسمك في المسبح بملابس السباحة.
ثامناً- مارسي لمبة حديدة للمقارنة:
يقول البحّاثة إن النساء اللواتي يربطن ثقتهن بأنفسهن، بالإحساس بالجاذبية والجمال وحدهما، سرعان ما يشعرن- بالحسرة، إذا نظرن إلى صور الرشيقات الجميلات، وأخذن يقارن بينهن وبين أنفسهن.. تجنبي هذه المقارنات مع الفنانات والموديلات وما شابه ذلك، واقصري المقارنة مع مثيلاتك من الجارات والصديقات. وإذا كنت في الأربعين من عمرك مثلاً، فلا تحاولي مقارنة نفسك مع فتاة في العشرين.
تاسعاً- ترفقي مع جسمك:
قد تحبين الإحساس الذي ينتابك في حوض السباحة أو عند تلمس رطوبة التراب أثناء عملك بالحديقة. إن الإحساس بالرضى في أمثال هذه الحالات يحول دون التأكيد على أعضاء الجسم، ويحّول هذا التأكيد إلى ما يستطيع الجسم أداءه من أعمال، ويزيد من تقدير المرأة لجسمها.
قومي بأداء الخيارات الصحية التي تؤدينها كل يوم – استريحي بعد التعب، مارسي رياضة المشي الحثيث لتخفيف ماتشعرين به من توتر منزلي، رطبي جلدك الجاف، بالسباحة أو الاستحمام.
إنه جسمك، فاشعري بالكبرياء لأنك تملكينه