قال الله تعالي (ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون) النحل :49
***قال تعالي (ومن اياتة خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو علي جمعهم اذا يشاء قدير) الشوري :29
سؤال: ماذا يقول لنا القرآن عن وجود كائنات حية عاقلة غير الانس و الجن و الملائكة و الشياطين؟؟؟
أنظروا ماذا يقول ...
قال تعالى ﴿و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا﴾ (سورة الاسراء / اية 70)
سأكتفي بنقل التفسير اللغوي فقط...
(ممن) خلقنا و ليس (مما) و هناك فرق شاسع بين الكلمتين , إذ أن كلمة (ممن) تفيد العاقل , في حين أن (مما) تفيد غير العاقل.
أيضاً...
فقد وردت في الآية الكريمة كلمة (كثير) و هذه الكلمة تفيد لما هو أكثر من (9)
لاحظ ان الكائنات العاقلة المعروفة هي الانس و الجن و الشياطين و الملائكة فقط أي أربع كائنات.
لأن الأعداد من (3 - 9) تسمى (بضع) و ليس (كثير), و من المؤكد والمعروف والمعلوم لنا جميعاً أن (الله سبحانه و تعالى) لا يذكر أي كلمة أو تلك الكلمات بالتحديد عبثا, (خصوصاً أن القرآن الكريم نزل ببلاغة اللغة العربية ليتحدى به العرب على لسان النبي الأمي) لذا يرى الكثيرون من أهل الإختصاص والمهتمين في هذا المجال أن تلك الآية تحمل دليلاً واضحاً على وجود كائنات عاقلة غير التي نعرفها.
و هناك أيضاً آية أخرى...
قال تعالى ﴿ويخلق ما لا تعلمون﴾ (سورة النحل/
و يرى البعض من أهل الإختصاص وكذلك المهتمين أو الباحثين في هذا المجال أن تلك الآية تحمل أيضاً دلالة واضحة على وجود كائنات أخرى نجهلها, فهل الكائنات الفضائية هي المقصودة بالآيات التي ذكرناها؟؟؟ الله سبحانه و تعالى أعلم
ولن أدعي معرفة شيء ... بل أتسائل وأتمنى أن أجد من يجيب ويوضح لي وللجميع كي نستفيد ونستنير بعلومكم أساتذتي.
أساتذتي الكرام أغلبنا يعرف قصة خلق أبونا آدم عليه السلام ومايهمني سرده لكم من هذه القصة هي مقتطف بسيط من حديث الله جل جلاله مع الملائكة حينما أخبرهم أنه سيخلق بشراً وسيكون خليفته في الأرض حينها ماذا قال الملائكة لله سبحانه وتعالى؟
قالوا: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).
بماذا يوحي قول الملائكة؟ كيف يكون هذا قولهم إن كان البشر أول المخلوقات؟ لماذا هم متأكدين أن هذا المخلوق سيفسد ويسفك الدماء؟
علماً انهم لايعلمون الغيب ...
الاشارات القرآنية الى دواب الأرض والسماء. . من الأبحاث الأخيرة التي تركها د. منصور حسب النبي - رحمه الله - وهو باحث وخبير متميز في موضوع الاعجاز العلمي للقرآن والسنة. . وكان استاذا للفيزياء في كلية البنات جامعة عين شمس. وقد ركز البحث على الآية القرآنية (ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير).
ويذكر الباحث أن كلمة دابة في لسان العرب هي كل ما دب على الأرض من حيوان زاحف على بطنه أو إنسان يمشي على رجلين أو حيوان يمشي على أربع أو أكثر كما في نص الآية السابقة. ورغم هذا لم يتصور معظم المفسرين وجود الدابة بهذا المعنى في السماء. . وفسروا عبارة (ما بث فيهما من دابة) بقصر البث على أرضنا وحدها رغم دلالة لفط فيهما. فقد قال الفرّاء: أراد ما بث في الأرض دون السماء. . وقال الفارسي: ما بث في أحدهما، وقال مجاهد: يدخل في معنى الدواب: الملائكة والناس، وقال الألوسي: من دابة يعني أي حيوان له دبيب وحركة، وظاهر الآية وجود ذلك في السماوات والأرض. . وبه قال مجاهد الذي فسر الدابة بالناس والملائكة، مفترضا أن يكون للملائكة مشي (دبيب) مع الطيران.
واعترض ابن المنير بأن اطلاق الدابة على الناس بعيد في عرف اللغة فكيف بالملائكة، وادعى أن الأصح كون الدواب في الأرض فقط. . وما في أحد الشيئين ويصدق أنه فيهما في الجملة كمثل قوله تعالى (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) بينما اللؤلؤ والمرجان يخرجان فقط من البحر المالح. وتكررت نفس التفسيرات عند الطبري والقرطبي بأن الدواب في الأرض فقط، وقال ابن كثير: هذا يشمل الملائكة والإنس والجن وسائر الحيوانات على اختلاف أشكالها، وقد فرقهم الله في السماوات والأرض.
تعليق على أقوال المفسرين
وتعقيبا على أقوال المفسرين السابقة قال الباحث منصور حسب النبي انهم أدخلوا الملائكة في مصطلح الدواب، رغم أن الدابة مخلوقة من الماء بنص القرآن بينما الملائكة أجسام نورانية. كما أن الدابة تشمل كل ما أو من دب على الأرض، بينما الطيور عرفها القرآن بأنها ذات أجنحة تطير بها من مكان الى آخر. . فإذا وقفت على فرع شجرة أو مشت على الأرض فإن ذلك لا يحولها الى دابة. . كما أن الدابة لا تتحول الى طائر لو قفزت في الهواء. . وبهذا يميز القرآن بين الدابة والطائر كما في قوله تعالى (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم). . فما بالنا بالملائكة وقد وصفها الله بأنه جعلها أولي أجنحة (جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع). . فالملائكة تطير وليست دوابا حتى وإن مشوا في بعض الحالات. . كما لا ينبغي أن نحسبهم من عالم الطير لامتلاكهم أجنحة. . بل هم أجسام نورانية لا تتوالد. . والمهم أنهم ليسوا من الماء أي ليسوا من الدواب. واذا كانت القاعدة عند أهل اللغة أن العطف يقتضي المغايرة. . فقد تم عطف الملائكة على الدواب في إحدى آيات القرآن (ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون). . وبهذا يميز القرآن هنا بين الدواب المخلوقة من الماء وبين الملائكة المخلوقة من النور.
ويضيف الباحث أن القياس على أن الدواب في الأرض فقط قياسا على قول الله تعالى (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) باعتبارهما يخرجان من البحر المالح دون العذب قياس خاطئ، فلقد أثبت العلم الحديث وجود بحرين مالحين بينهما برزخ يخرج منهما معا اللؤلؤ والمرجان. . وبهذا يجب التمسك باللفظ القرآني عند التفسير. . وهكذا فلفظ فيهما يعني وجود دواب في الأرض وفي السماء. . كآية من آيات الله لم يتوصل العالم لاثباتها حتى الآن.
كما أن قصر الجمع بين دواب أرضين السماوات والأرض (التي نعيش عليها) على يوم القيامة في نظر المعشرين تحديد خاطئ. . فإذا أخبرنا الله أنه لو شاء أن يجمع ما بث من دابة في السماوات وفي الأرض لفعل، فكيف نقف نحن البشر موقفا غريبا من هذه الحقيقة، فلا يخرجنا من حيرتنا وعدم قدرتنا على تصور هذا اللقاء إلا أن نحيله الى يوم القيامة والحشر والحساب، كتفسير اخروي شائع لدى معظم المفسرين بالنسبة للآيات القرآنية الكونية التي لم يستطيعوا إدراكها في زمنهم. والأجدر بنا أن نبقي هذه الآية على اطلاقها وصريح نصها واعجازها العلمي الذي سيكشف عنه الله في المستقبل بقدرته سبحانه، وهو على كل شئ قدير. والآية صريحة في إمكان اللقاء بين سكان الأرض وسكان السماء (من غير الملائكة) في الدنيا قبل الآخرة. . وأتصور حدوث هذا اللقاء في الدنيا في المستقبل في إحدى صور ثلاث: الصورة الأولى أن يسبق أهل الارض الى أهل السماء لمقابلتهم على أرضهم الموجودة في السماء، والصورة الثانية أن يسبق سكان أرضين السماوات بالقدوم اليها فيكون اللقاء على أرضنا، والصورة الثالثة أن يتم اللقاء في الفضاء بين الفريقين.
هل هناك بشر في كواكب أخرى؟
يقول الباحث ان هناك دلائل علمية ومنطقية لا يمكن وصفها، تتوقع وجود حضارات متقدمة عنا في كواكب (ارضين) أخرى، قد تكون في مجرتنا أو في مجرات أخرى، والتي بدورها تحتوي على بلايين الشموس، وبالتالي بلايين الكواكب، وحوادث انفجار أطباق طائرة مرصودة علميا. . ولدى المخابرات المركزية الأميركية ملف من آلاف الصفحات للأطباق الطائرة. وهناك روايات كثيرة نشرتها جميع صحف العالم حول ظهور أجسام غير معروفة في السماء. . وما زالت الأطباق الطائرة لغزا. . وقد تكون هناك مخلوقات حية من العوالم الأخرى تقود هذه الأطباق.
والقرآن الكريم يؤكد في أكثر من آية على وجود كائنات عاقلة ذكية على أرضين أخرى كما في قوله تعالى (ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة وهم لا يستكبرون) وقد يعترض أحد على حرف ما الذي يستخدم عادة لغير العاقل، ولكننا نجد آيات أخرى قد استبدلت ما بمن التي تشير الى الجماعة العاقلة بصفة أساسية. . كما في قوله تعالى (تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن). كما أن الله سبحانه وتعالى وعد باخراج دابة من الأرض تكلمنا كعلامة من علامات اقتراب القيامة كما في قوله تعالى (واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) ولا ندري من أي أرض سوف تخرج هذه الدابة لتكلمنا؟ وهل ستخرج من أرضنا على هيئة حيوان ناطق؟
أم من الأرضين الأخرى على هيئة كائن حي عاقل يزورنا ويكلمنا؟. . ومتى سيحدث ذلك؟
كل هذا في علم الله سبحانه الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض.
"أَلَّا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" (سورة النمل، آية 25)
وله يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال الرعد: 15
أكدت الأرصاد المأخوذة بالتلسكوب الفضائي هابل والذي أطلقته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في الثمانينيات أن عدد النجوم في الكون المنظور هو عشرة مليارات نجم، وإذا كان احتمال قيام حياة ذكية هو واحد في المليار على أقل تقدير في كواكب تدور حول نجوم تشابه نظام كواكب مجموعاتنا الشمسية، وإذا كان داخل مجرتنا فقط مائتا مليار نجم فإن احتمال وجود مخلوقات ذكية داخل مجرتنا سيكون في كواكب تدور حول مائتي نجم على الأقل، هذا من الناحية النظرية أما من الناحية العملية، فقد وجد مرصد جرين بانك بفرجينيا الغربية بأمريكا جهة نجم آخر
(غير نجمنا الشمسي) لأول مرة عام 1960 بهدف التصنت على الإشارات الراديوية الاصطناعية، وبالنسبة للإنسانية كانت هذه بداية البحث الواعي عن سبيل الاتصال الكوني مع الحضارات غير الأرضية، وتنطلق هذه الإشارات بسرعة الضوء، حيث تصل إلى 20 نجماً في كل عام، وفي عام 1979 بدأت جامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي بالولايات المتحدة الأمريكية مشروع البحث عن إشعاع راديوي من خارج الأرض من جيران أذكياء متقدمين، ويوجد حالياً في جزيرة بورتوريكو ببحر الكاريبي أكبر هوائي (دش قطره ثلاثمائة متر) مركب على سوبر كمبيوتر (حاسب آلي فائق السرعة) لالتقاط أي إشعاع راديوي على أطول موجه قصيرة جداً (ملليمترية) وطويلة جداً (كيلومترية) يكون على هيئة إشارات اصطناعية لمخلوقات ذكية أخرى في الكون. وإن لم يثبت حتى الآن وجود هذه المخلوقات.. إلا أن كثيراً من علماء البحث عن المخلوقات الذكية في الكون يتوقعون أن يكون القرن الحادي والعشرون هو قرن النجاح في الاتصال بتلك المخلوقات.
إذا كان القرآن قد سبق العلم الحديث بتقرير حقائق كونية لم يكتشفها العالم إلا بعد عصر القرآن بقرون، فلا غرابة في أن يخبرنا ويخبر الإنسانية التي أتى لهدايتها بحقائق لم يكشف عنها العلماء إلى اليوم مثل وجود حياة في السماء تشبه الحياة على الأرض كما في قوله تعالى
الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا
أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما
الطلاق: 12
إن هذا الأمر الإلهي المشار إليه في هذه الآية الكريمة لابد أن يكون موجهاً إلى كائنات عاقلة موجودة على هذه الكواكب الأخرى خارج مجموعتنا الشمسية والتي قد يتمكن العلماء في المستقبل من الكشف عنها إذا آن الأوان لتعلم الإنسانية، ومما يؤيد هذا التفسير الذي يتوقع وجود حياة في السموات كما في أرضنا قول الحق تبارك وتعالى
وله يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال الرعد: 15
ولا يُعتبَر احتمال توفُّر الظروف التي تساعد على نشأة الحياة هو السبب الوحيد للاعتقاد بوجود أشكال أخرى من الحياة خارج كوكب الأرض، ولكنَّ هناك أسبابا أخرى في مقدمتها أن هذا الكون الفسيح يحتوي على ما لا يقل عن 100 بليون مجرة، وداخل كل مجرة توجد ملايين المجموعات النجمية، مثل المجموعة الشمسية التي يقع بها كوكب الأرض، وهي جزء من مجرة "درب التبانة" التي تضم ما يتراوح ما بين 150 إلى 200 بليون نجم، وهذه النجوم يدور حولها ملايين الكواكب، مثل الكواكب التي تدور حول الشمس. ولا يُعقَل أن تكون هذه البلايين من الكواكب بلا حياة على الأقل في بعض منها.
وقد كان اكتشاف كواكب أخرى خارج المجموعة الشمسية أحد أسباب دعم احتمال وجود حياة في الفضاء؛ بل في مجرتنا؛ حيث اكتشف العلماء كوكبًا أكبر من كوكب المشترى يدور حول نجمه كل 35 سنة في مدار يشبه مدار المشترى حول الشمس، وهذا النجم في مجموعة الدب الأكبر. كما اكتشف العالم "ألسكندر ولسكز" وجود كوكب شبيه بالأرض يدور حول نجم نيوتروني.
وعلى الرغم من ذلك؛ فإن العلماء لم يمسكوا بدليل مادي مؤكد عن وجود كائنات حية سواء عاقلة أو غير عاقلة في هذا الكون الفسيح، ولكن القرآن الكريم- المعجزة الخالدة- قد أخبرنا بحقيقة وجود حياة الكون والسماوات منذ أكثر من 14 قرنًا؛ حيث يقول عز وجل:
"أَلَّا يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"
(سورة النمل، آية 25)
والخَبْءُ: هو النبات؛ لأن الحبة تختبئ في الأرض، ثم تخرج زرعا، أي أن الله أخرج النبات في الأرض، وكذلك أخرجه في السماء، ومعنى هذا وجود الحياة النباتية فيها.
وهناك دليل قرآني آخر، ولكن عن وجود دواب في السماء؛ حيث يقول عزَّ مِن قائل:
"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ"
(الشورى، آية 29)حيث تؤكد الآية الكريمة وجود دواب في السماء، وليس في الأرض فقط.
وأخيراً: إذا كنا نقر بحقيقة الإعجاز في القرآن والسنة فإنما نقر بالحقيقة الإلهية المطلقة في خلقه وفي الوجود. يقول الإمام الشافعي «جميع مايقوله البشر من حق تفسير للسنة النبوية، وجميع ما تقوله السنة النبوية شرح لما هو موجود في القرآن الكريم » ومجال الإعجاز واسع ومفتوح. لكن عظمة هذا الإعجاز تتجلى في تلك الكلمات القليلة العدد التي تشع منها أنوار العلم والهداية، دون أن تطلع فيها على دقائق النظريات وخفايا المعادلات.