رياض العربى
صاحب الموقع
العمل/الترفيه : مدرس رقم العضوية : 1 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 عدد المساهمات : 13693
| موضوع: قصة زواج موسى عليه السلام الجمعة 22 مارس 2013 - 22:48 | |
| قصة زواج موسى عليه السلام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . أما بعد فهذه قصة زواج موسي عليه السلام – من إبنة شعيب وما فيها من عظات وعبر فقد خرج نبي الله موسي – عليه السلام – من مصر خائفاً يترقب ، خوف تمهدت أسبابه ، فلم يكن جنباً مذموماً ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ ( القصص : 23 ) قذكرتا السبب الذي لأجله خرجتا ، فلابد من السقيا ، والأب كبير السن لا يقوي على ذلك ، وعلى الرغم من ذلك ، فقد تباعدتا عن مكان السقاة ، وذلك لأن المرأة لا ينبغي أن تكون خراجة ولاجة ، وإذا إجتاجت للخروج لا بد من التأدب بالآداب الشرعية ، والتباعد عن مواطن التهم والرب والشكوك ، والنصوص فى حقها تأمرها بالصبانة والتحفظ و التحجب والتستر ، قال تعالي ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ الأحزاب : 33 وقال ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ " الأحزاب : 53 " وقال ﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴾ الأحزاب : 32 وقال ﴿ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ﴾ " النور: 31 " وقالي تعالي مخاطباً نبيه الكريم والأمة فى شخصه الكريم ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ " الأحزاب : 59 " وضح عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه قال : " و المرأة راعية فى بيت زوجها و مسئولة عن رعيتها " فحدد بذلك مكانها , فإذا احتاجت للخروج فعليها أن تأخذ حواف الطريق , و تغض بصرها , و ترتدى زيها الشرعى بحيث يضرب من الرأس حتى القدم , و يكون فضفا ضا غير ضيق لا يصف حجم العظام ولا يشف ما تحته من البدن و ولا يكون ثوب شهرة ولا زينة ولا يشابه زى الرجال ولا زى الكافرات , و المرأة لا تختلط بالرجال حتى فى أماكن العبادة , فهى تطوف بالكعبة من خلف صفوف الرجال , و خير صفوف الرجال أولها و شرها أخرها , و خير صفوف النساء أخرها و شرها أولها و ذلك فى الصلاة فالمباعدة بين الرجال و النساء من جملة المطالب الشرعية التى ينبغى أن نحافظ عليها فى دور العلم ووسائل المواصلات .... و هى لمصلحة الرجال و النساء , إذ أن النبى صلى الله عليه و سلم ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء , و ثبت الخبر أن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء و ولا شك أن بليه هذه الأمة بالمرأة المتهتكة المتبرجة غاية فى الخطر , لذا يحرص أعداء الاسلام على إستدراجها إلى حتفها لتكون فتنة لنفسها و فتنة لغيرها و بزعم المطالبة بحريتها و بحقها فى أن تكون رئيسة و قاضية ..... ورفعت من أجل ذلك الشعارات مثل مشاركة المرأة للرجل فى جميع ميادين الحياة , و المرأة نصف المجتمع , و إنصاف المرأة .... و تنادى بعض هؤلاء بأنه لابد وأن نجعل المرأة رسولا لمبادئنا التحررية و نخلصها من قيود الدين , لقد أراد هؤلاء للمرأة أن تكون سلعة رخيصة معروضة على الملأ و وأن تكون أداة لتحلل الأمة وانسلاخها من دينها بمثل هذه الشعارات البراقة المعسولة و إلا فهل ضاعت المرأة مع شرعية بها , حتى يحفظ حقها الملاحدة الخبثاء !! وما كان ربك نسيا , فهو سبحانه البر الرحيم بالمرأة و بخلقه و بعباده , و ليس الذكر كالأنثى , فالمرأة تحمل و ترضع و تحيض و تنفس , و هى نصف المجتمع و تلد النصف الأخر , فلها دورها و مكانها و مكانتها المناسبة فى الحياة , و الحرية الحقيقية للرجل و المرأة فى إقامة واجب العبودية و الاستقامة على كتاب الله وعلي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فلا حاجه لنا فى استيراد الحريات العفنة المدمرة من الشرق أو الغرب ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ إن جمال المراة فى حيائها لا فى إبتذالها ، والحياة خير كله ولا يأتي إلا بخير ، والحياء والإيمان قرنا جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ، وإن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولي إذا لم تستحي فافعل ما شئت " وكانت المرأة لربما خرجت تسال عن صغيرها وهي منقبة ، فّا روجعت فى ذلك قالت ولأن أرزأ فى ولدي خير من من أرزأ فى حياتي ، ةلذلك تباعدتا المرأتان فى مكان الرجال مع الحاجة لسقيا الماء ، ويحكي لنا القرآن ما كان من نبي الله موسي – عليه السلام ﴿ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ القصص 24 : 25 مروءة وشهامة ورجولة من نبي الله موسي ، وما ضاع العبد ولا خاب بطاعة الله ، فقد تمت المصلحة ، وقضي الأمر ، دون مخالفة ، سقي الله لهما نبي الله موسي ،ثم أوجع حاجته لله ﴿ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ استشعر فقره ، واشنكي حاله لخالقه ومولاه وهو الغني الحميد ، الذي يجبر الكسر ويرحم الفانوسر ويقيل العثرات ويكشف الكربات ويقضي الحاجات ، والانسان لا يحتاج فقط لمطعم وملبس ومشرب ومسكن ، فقد ابتلي بشهوة و غريزة يحتاج الى تصريفها فى الحلال ، الرجل بحاجة لزوجه يسكن إليها لتعينه على نوائب الحق ، والمرأة بحاجة لزوج تانس به ليكون عوناً لها على طاعة الله ، وحوائجنا جميعاً عنده سبحانه ففى الحديث القدسي " يا عبادي لو أن أولكم وآخركم و إنسكم و جنكم قاموا فى صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من ملكي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . وسواء إمتلك العبد معونة الزواج أو إفتقدها فعليه أن يصنع صنيع نبي الله موسي ، ويظهر فقره وضعفه الى الله فمن الثلاثة الذين يعينهم الله ، الناكح يبتغي العفاف ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه . يقول " عجباً لمن لم يلتمس الغني فى النكاح والله يقول ﴿ْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ النور : 32 وانظروا لقيمة الدعاء فى جلب الخيرات وتحقيق المطلوبات فما كاد نبي الله موسي يفرغ من قوله : ﴿ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ٌ ﴾ قص نبي الله موسي علىشعيب والد الفتاتين ، ما كان منه بمصر فقال ﴿ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ فقالت إحدي الفتاتين ، ﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ ﴿ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ عرض الرجل موليته أو إبنته على من يتوسم فيه الصلاح . وهو سنة الصالحين ، وقد عرض عمر غبنته على أبي بكر و عثمان – رضي الله عنهم أجمعين – ولا بد من التدقيق فى من يقع عليه ، إختيارنا ، فالنكاح قد ( أسر ) كما قالت أم المؤمنين عائشة : " فالينظر أحدكم عند من يسترق كريمته " ، ولما سأل الحسن من أزوج إبنتي ؟ ، قال زوجها التقي النقي ، فانه إن أحبها أكرمها إن أبغضها لم يهنها " والكفاءة فى الرجل معتبرة للصلاح والحرص على طاعة الله ، وقد أدخل جمهور العلماء ، النسب والحرفة والغني والسلامة من العيوب ...... إن قوامة الرجل على المرأة ليس معناها التسلط والقهر ، بقدر ما هي قوامة شفقة ورحمة وقيام على مصلحة المرأة . لقد وقع إختيار الفتاة على القوي الأمين ، هو أحد أولي العزم من الرسل ، واستن شعيب بسنة الصالحين ، فمثل نبي الله موسي لا يفرط فيه حتي وإن كان فقيراً ، فكان العرض ، الذي لاقي قبولاً وإرتياحاً من نبي الله موسي ، فلا كبر ولا عجب ولا غرور ، كما يفعل بعض من لا تقوي عنده ، إذا تم عرض الأبن عليه ، وشأن المرأة أن تكون مطلوبه ، فلا بد من المحافظة على هذا الأمر أثناء العرض أو التوفيق فى الزواج ، والمرأة لا تستكره على الزواج ممن لا تحب ، وفى ذات الوقت لا تستقل هى فى النظر ، اذ لا بد من موافقة الولي ، ففي الحديث " لا نكاح إلا بولي " ، وأيما إمرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل ، وهذا هو قول جماهير العلماء سلفاً و خلفاً ، وبل لو زوج الأبعد فى وجود الأقرب لم يصح تزويجه ، إلا فى أعضلها ومنعها الأقرب من زواج الكفؤ ، والمرأة لا تزوج نفسها ، فالزانية التي تزوج نفسها ، بل المرأة لا تزوج المرأة و إنما يزوجها الولي ، وفى ذلك محافظة على حقوقها وماء وجهها ، ومن هنا تدرك خطأ وخطر الزواج العرفي ، التي تزوج المرأة فيه نفسها دون الرجوع للأولياء ، وفي قصة نبي الله موسي رد بليغ على دعاة الحب والعشق والغرام قبل الزواج قبل الزواج و إعتبار ذلك مسألة لا يتم الزواج بدونها ، وقد يترتب على ذلك معاشرة كمعاشرة الأزواج ، وفضائح تزكم الأنوف قيل الخطوبة وبعدها !!! والكثرة من هؤلاء لم تتزوج وفق الهدي النبوي ، وإنما جرياناً مع الأفلام وقصص العشق ووفق الحياة الغربية التعيسة ، أجري عميد أحد المعاهد الأجتماعية إحصائاص على 1500 حالة زواج مبنية على الحب فوجدها فاشلة ، ولا يتعجب من ذلك ، ففساد الانتهاء من فساد الابتداء ، والعبد إذا فسدت بدايته فسدت نهايته ، وإذا فسدت نهايته فربما هلك إلا أن يتوب الى الله والعلاقات الغرامية التي تحدث تقوم فى الغالب على الغش والتكلف والتجمل والتزين بالباطل بل والكذب ، م مع الوقوف على أرضية الواقع بعد الزواج تنتهي خياليات العشاق ، حيث تنهمك الزوجة فى الطبخ والكنس والاعتناء بالأولاد وقد تهمل نفسها وزينتها لزوجها ، ويصبح المنزل بالنسبة للرجل عبارة عن فندق للأكل والنوم !!!! نعم لم ير للمتحابين مثل النكاح ، ولكن لا بد من إعمال الضوابط الشرعية ، فإن لم يتم الزواج فلا يصح التجني على الأطلال والهيام على الوجه والإنشاد فى كلب الحارة التي تسكنها المحبوبة فهذا ضيع اصحاب القلوب الفارغة من محبة الله وذكره ، يحتاج العبد الى صبر جميل وإستغفار و إسترجاع ودعاء وحرص على طاعة الله وأن يتعلق قلبه بالله فى جلب النفع ودفع الضر ، والرضا بقضاء الله ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ البقرة : 216 كما قال ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ التوبة : 51 وان يعلم العبد أن المخرج من الهم والغم ومشاكل الزواج وغيره إنما يكون بتقوي الله ﴿ِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ الطلاق : 3 ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ الطلاق : 4 وما أعظم الإستعانة بطاعة الله على قضاء المطالب والحاجات ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ البقرة : 45 كي يكون الزواج مباركاً فلا بد من بدايات صحيحة فالمرأة تنكح لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ، " وإذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، إن لم تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير " فما خاب من أستخار الخالق وإستشار المخلوق وينظر الرجل للمرأة إذا أراد خطبتها ، وهي تنظر إليه لأنه أحري أن ي}دم بينهما – أي يتم الوفاق – وتطلب من وليها ، والخطوبة علاقة أجنبي بأجنبية ، أي انها مجرد وعد بالزواج ، فإذا تم القبول عادة الحرمة كما كانت فلا يقرر لها النظر –إلا إذا كان لم يتحقق منها أول مرة – ولا يخلو بها ولا تخضع معه بالقول ولا تظهر زينتها له ...... ثم العقد بعد ذلك زواج إلا انه يفترق على البناء – الدخول – فالمعقود عليها له تلقي واحدة – إذا وقعت تحتاج لمهر جديد وعقد جديد – أما المدخول بها فلها ثلاث تطليقات ، والمعقود عليها لها نصف المهر أما المدخول بها فلها المهر كاملاً ، والمعقود عليها لا عدة عليها – أما المدخول بها فعليها العدة ، والرجل إذا أغلق الباب وأرخي فلها المهر وعليها العدة ، وهذا قول جمهور العلماء ولا يعلم له فى الصحابة مخالف ، والدخول بالمراة كحق فى مقابله النفقة والسكنة ، وها أنت تري كيف تم زواج نبي الله موسي من إبنة شعيب ، حيث حيث أجر نفيه لإعفاف نفسه ، وحسن الأختيار من الطرفين وتوفيق الله ، وقد حدث التراضي بين الطرفين وتم تحديد المهر ، وانتفت المشقة والمغالاة والحرج ، ووثقا الأمروالله على ما نقول وكيل ونحن نحتاج فى زواجنا لشهادة وإعلان ، إذا قد يخون الأمين ، أو قد يموت و يأتي من بعده من لا يعرفون للأمانة طعماً ، وتوثيق العقود اليوم – عند المأذون – هو لضمان وإثبات الحقوق ليس أكثر وإلا فالعقد يصح بدونه شرعاً- وقد ورد فى الخبر إن أحق الشروط ان يوفي به ما استحللتم به الفروج ، وأحياناً يطلب الأنسان حقاً فى الوقت الذي لا يؤدي الواجب عليه كمن يطلب الدخول بالمرأة بعد العقد فى الوقت الذي لا ينفق عليها ولا يسكنها ويخل بالميعاد الذي إتفق عليه مع وليها فى الدخول والبناء ، ثم قد يموت عنها أو يطلقها ويتكتم أمر البناء ، وقد تحمل منه ولا يجد مسكناً لها ، ويتم إعلان البناء بعد أربعة أشهر مثلاً من الحمل ويفاجأ الناس بالوضع والولادة بعد خمسة أشهر مما يترتب عليه أذي ومضرة وعدم قدرة على رفع الرأس فى وجوه المدعوين والخلق ويصيرون فتنة لكل مفتون فلا بد من مراعاة للضوابط والآداب الشرعية ومراعاة العرف الذي لا يصطدم بالشرع طوي عنا القرآن ما حدث بعد الاتفاق بين موسي عليه السلام وشعيب وانتقلت بنا الآيات الى هذا المشهد ﴿ فَلَمَّا قَضَى مُوسَىالْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُون ﴾َ القصص :29 فقد وفي عليه السلام لأبيها بما قطعه على نفسه والمسلمون عند شروطهم وبني بأمرأته وتلمس من خلال العرض مدي شفقته وحرصه على أهله وفى الحديث : " خيكم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله " إن الزواج من أعظم الآيات ومن ثماره حصول المودة والرحمة ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ الروم : 21 وهذا هو الزواج المبارك المبني على السنن وعلى تعظيم شعائر الله حتي وإن إفتقدا العلاقة والمحبة قبل الزواج فبإذن الله تتحقق الخيرات و البركات ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ مريم : 96 أي مودة يقذفها لهم سبحانه فى القلوب ويبقي النظر فى عواقب الأمور وتقدير المصالح التي تنجم من وراء الزواج وحتي ان لم تكن المحبة كهذه التي تحرص فى القصص الغرامية اتي رجل لعمر بن الخطاب يقول له إني أريد أن أطلق أمرأتي قال له عمر ولما ؟ قال له لأني لا أحبها فقال عم : وهل كل البيوت بني على الحب ؟ فأين الرعاية والتذمم ليس من المعاشرة بالمعروف كثرة التلويح بالطلاق ، فالطلاق أحياناً يجب و أحياناً يستحب وقد يحرم أو يكره ولا يكون مباحاً مستوي الطرفين وورد فى خبر ضعيف أبغض الحلال الى الله الطلاق وقد يستنفذ الرجل الطلقات الثلاث فتبين منه زوجته بينونته الكبري ولا تحل له حتي تنكح زوجاً غيره فلابد من تقوي الله فى هذا الميثاق الغليظ والبعض لا يجد وسيلة لتأديب إمرأته إلا تهديدها بالزواج عليها بأخري حتي أصبح التعدد أمراً مخيفاً من جراء سوء السلوك والتصرف إن لنا فى رسول للله أسوة حسنة فهو خيرالأزواج لنسائه صلي الله عليه وسلم ورضي الله عنهن ما مست يده أمراةً ولا خادماً ولا دابة إلا أن تنتهك محارم الله ، كان فى خدمة أهله يسابق أم المؤمنين عائشة ويعدل بين نسائه فى النفقة والسكني والمبيت- .... نحتاج لبيوت تؤسس على تقوي الله وعلى معاني الإيمان فى الغضب والرضا والعسر واليسر ، فهيا ينشأ ويترعرع الأبناء فتتواصل معاني الهداية ويظهر أشباه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد والمقداد والقعقاع وصلاح ، يجدد بهم سبحانه دينه ويعلي بهم كلمته ويملأون الأرض عدلاً بعد أن ملأت ظلما ًوجوراً ويتم على أيديهم فتح بيت المقدس والإنتصار على يهود وما ذلك على الله بعزيز وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
| |
|