العقيدة
العقيدة حُكم لا يقبل الشك، ورباط يُوثِّق صلة الإنسان بدينه أو فرقته أو
مذهبه. والمبادئ التي يُؤمن بها الإنسان، ويدافع عنها. وقد ظهرت عقائدُ مختلفة على
مدار التاريخ، واتخذ فيها الناس آلهة يعبدونها؛ فمنهم من عبد الأوثان والكواكب،
ومنهم من عبد الملوك والشياطين، وكان كل فريق يتعصَّب لما
يعتقده -وإن كان يعلم أنه لا يضرُّه ولا ينفعه- ويقول: إنا وجدنا آباءنا كذلك
يفعلون. ومنهم من عبد الله الواحد الأحد على الحنيفية السمحة.
والمسلم يبذل نفسه وماله، وكل غالٍ ورخيص فى سبيل عقيدته التى آمن بها وصدَّق
بأركانها، ويُؤمن بأن عقيدته قولٌ باللسان، وتصديق بالجَنان، وعمل بالأركان. وأنها
منهاج شامل يُجيب عن كل تساؤلات الإنسان.
والعقيدة الإسلامية واضحة، وليس فيها طلاسم غير مفهومة، وليس فيها لَبْس ولا
التواء، وقد وجد فيها الكثيرون من أتباع العقائد الأخرى ما يُقنع عقولهم، ويشبع
أنفسهم التَّوَّاقة إلى المعرفة؛ فآمنوا بها، وسلكوا طريق الحق والرشاد، فارتاحت
أنفسهم الحائرة، واطمأنَّتْ إلى ذلك النور المبين
العبادات
خلق الله الإنسان لعبادته وطاعته،قال تعالى: {وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات:56] وأمرهبإخلاص العبادة له، فقال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين
لهالدين حنفاء} [_البينة:5].والإسلام بناء شامخ الأركان، قوى الأسس،يقوم على أعمدة تحميه من الضعف، وتحافظ عليه من الانهيار، وهذه
الأعمدة هيأركان الإسلام الخمسة التي لا يتم
إسلام المرء إلا بها، فقد قال (: (بنيالإسلام على
خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامالصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) [متفق عليه].. فهذه هيالعبادات المفروضة على كل مسلم، فإن أداها كاملة كان من أهل الجنة.والعبادةليست مجرد حركات وسكنات يقوم بها
الإنسان، ولا هي كلمات تقال، إنماالعبادة
الحقيقية هي التي يشعر الإنسان عند أدائها بتوافق القلب مع أفعالالجوارح، ويجب على المسلم أن يعيش مع العبادة مظهرًا وجوهرًا أو شكلاًوحقيقة، فالعبادات الإسلامية تربية روحية وجسدية، ولن تؤتى العبادة
ثمارهاإلا إذا توافقت فيها كل هذه
الجوانب.وسوف نعرض في هذا الكتاب العباداتالتي شرعها
الإسلام، لنتعرَّف على جوهرها وحقيقتها، حتى نعبد ربنا على علموبينة، مهتدين في ذلك بأفعال نبينا (.