[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"يوسف الصديق".. أكيد عارفه كويس، طبعاً مش بنقصد النبي يوسف عليه السلام.. نقصد المسلسل الذي تم عرضه على قناة المنار الإيرانية منذ عامين تقريباً، وحدثت ضجّة وقتها..
يمكن تكون شفت المسلسل وكنت من المتابعين له، أو كنت من اللي اتفرجوا على بعض حلقاته، ولو أنت مش من الفئتين دول بيقى أكيد سمعت عنه حتى.
الحقيقة إن مسلسل "يوسف الصديق" ما كانش أول ولا آخر عمل يجسد فيه الأنبياء، أو حتى الصحابة، فكان قبله بسنين عديدة فيلم "القادسية" بطولة عزت العلايلي وسعاد حسني، وتم تجسيد شخصية "سعد بن أبي وقاص" وهو من العشرة المبشرين بالجنة..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وفيلم "الرسالة" الذي جسّد شخصية سيدنا حمزة عمّ الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى وصلنا لمسلسل خالد بن الوليد الذي جسد "أبو عبيدة بن الجراح" وهو أيضاً من العشرة المبشرين بالجنة..
لكن تصدّق إن الموضوع مش كده وبس وإنه أقدم من كده كمان..
يوسف وهبي وتجسيد شخصية سيدنا محمد
ما تتفاجأش أوي كده، الكلام ده بجدّ، ودي كانت أول محاولة وأول صدام يحصل بين المؤسسة الدينية والأعمال الفنية، عندما حاول يوسف وهبي 1926 أن يجسّد دور سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في فيلم مصري الإنتاج، وقتها هاج الأزهر واعترض علماء الدين، واعتبروا الأمر تجاوزا.. بل وهدّد الملك فؤاد الأول أن يحرم "وهبي" من الجنسية المصرية لو أقدم ونفّذ الفيلم، وكان ده أول تفكير في سنّ قانون لمنع تجسيد الأنبياء.. و
كان قرار لجنة الرقابة على المصنفات الفنية رقم 220 لعام 1976 ينص على:
"
يُمنع ظهور صورة الرسول صلى الله عليه وسلم صراحة أو رمزا، أو صورة أحد الخلفاء الراشدين، وأهل البيت، والعشرة المبشرين بالجنة، وسماع أصواتهم، وكذلك إظهار صورة السيد المسيح، وصور الأنبياء بصفة عامة، على أن يُراعى الرجوع في كل ما سبق إلى الجهات الدينية المختصّة".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]"المهاجر" لم يكن قصة النبي يوسف في رأي "شاهين"
الغريب أنه بعد القرار ده استمرّت حلقات الصدام بين المؤسسات الدينية، مش في مصر بس ولكن في كتير من الدول العربية وبين الفنانين والكُتاب، ولم يتم التهاون مطلقاً، فحتى عندما صنع يوسف شاهين فيلمه "يوسف وإخوته" رفض الأزهر بشكل مطلق تقديمه، وعندما غيّر "شاهين" عنوان الفيلم إلى "المهاجر"، وكتب في مقدّمته أنه ينفي ارتباط القصة بأي حدث تاريخي أو بأي قصة من قصص الأنبياء، لم يرضَ الأزهر عن هذا التعديل، وتمّ منع عرض الفيلم بمصر حتى هذه اللحظة.
واستمرّت هوجة تجسيد الأنبياء والصحابة على استحياء؛ مرة بدعوى تجسيد الصحابة فقط وهم بشر، ومرات أخرى بتجسيد الأنبياء دون تسميتهم، حتى هلّت علينا إيران بمسلسل "مريم المقدسة" عام 2007 ليتناول قصة السيدة مريم والدة النبي عيسى عليه السلام بشكل واضح وصريح، وبلا أي حجج أو محاولات تبرير، وإن كان المسلسل لم يحظَ بنسب مشاهدة عالية وقتها في العالم العربي، ثم تبعه في العام التالي مسلسل "يوسف الصديق" الذي جسّد عددا من الأنبياء، بل وصل التجسيد إلى الملائكة، فجسّد المسلسل النبي يوسف عليه السلام، والنبي يعقوب عليه السلام، وسيدنا جبريل عليه السلام أمين الوحي.
بل إن إحدى شركات الإنتاج السينمائي الأمريكية تقدّمت بطلب للحصول على موافقة الأزهر على إنتاج فيلم تسجيلي عن الجينات الوراثية للرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن الأزهر رفض هذا الطلب..
ومع سيل الأخبار حول أعمال جديدة تكسر التابوهات السابقة انقسمت آراء الجميع إلى ثلاث فئات..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ما يجسّدوهم أدينا بنتعلّم ونتسلّى
الفئة دي شايفة إن مواقف المؤسسات الدينية متعنّتة، وما عندهمش مانع من تجسيد أي شخصية سواء نبي أو صحابي أو حتى ملَك.. وكل ده بحجة إن دي أعمال الهدف منها المعرفة والثقافة، وإنها بتقرّبهم أكثر من الشخصيات دي، وبتجسّدها أمامهم أفضل من القراءة عنها بشكل جامد في كتاب..
وشايفين إن الرافضين للأعمال دي بيحرموا الشباب اللي بيكرهوا القراءة من إنهم يستمتعوا بمعرفة القصص الدينية والشخصيات العظيمة..
وبتلاقيهم متحمسين للكلام الدائر حول عزم الكويت على إنتاج مسلسل حول أحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام "الحسن والحسين"، وحول عزم سوريا على عمل مسلسل "عمر بن الخطّاب".
إحنا نتفرج بس ومالناش دعوة بالفتوى وربنا غفور رحيم
النوعية دي في قرارة نفسها مستحرمة فكرة تجسيد الأنبياء، وهتلاقيهم أكثر تساهلاً مع تجسيد الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة من منطلق أنهم بشر يخطئون ويصيبون، ولكن رغم كده بتلاقيهم وهما قاعدين يتفرجوا قلقانين وحالتهم بالضبط "عين في الجنة وعين في النار"..
عايزين يشوفوا الأعمال دي، وفي نفس الوقت خايفين من حرمانية مشاهدتها، وبيلاقوا التبرير المناسب ليهم "إننا بنتفرج بس، الذنب على اللي صنعوها".
وبالشكل ده بيحاولوا يرضوا ضميرهم، وفي نفس الوقت ما يفقدوش متعة المشاهدة..
إنتاجها حرام ومشاهدتها حرام وحتى الكلام عنها حرام
النوعية دي بقى مش طايقة الفكرة من أساسها، بل وصل بعضهم لتكفير من يصنع هذه الأعمال، ومن يشاهدها أيضاً..
ولا يفرّقون مطلقا بين عمل وآخر، فكل التجسيد حرام سواء للأنبياء أو الصحابة حتى الصحابة غير المبشرين بالجنة، فالنسبة لهم فيلم زي "الرسالة" الذي يجسّد شخصية سيدنا حمزة (عم الرسول) لا يختلف عن مسلسل "يوسف الصديق" الذي يجسّد الأنبياء والملائكة..
وازداد الأمر لديهم بعدما لم يعد يقتصر عرض مثل هذه الأعمال على بعض القنوات المنفتحة والشيعية، بل وصل لقنوات فضائية مصرية زي "ميلودي دراما"، التي عرضت مؤخراً "مريم المقدسة" وتعرض حالياً "يوسف الصدّيق"..
ودلوقتى بقى انت رايك ايه