الحمد لله رب العالمين اللهم صلي علي سيدنا محمد
قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملا قيكم ثم تردون الي عالم الغيب والشهاده فينبئكم بما كنتم تعملون
وهذا ينبطق علي محبي الدنيا وشهواتها ويغفل عن ذكر الموت فلا يذكره واذا ذكره نفر منه فقيل فيهم ذلك الايه
موقف الناس من الموت
اما منهمك واما تائب او عارف منته
المنهمك لايذكر الموت واذا ذكره فيتذكره للتاسف علي دنياه ويشتغل بمذمته وهذا يزيده ذكر الموت بعدا عن الله
اما التائب فانه يكثر من ذكر الموت ليبعث في قلبه الخوف والخشيه فيفي بتمام التوبه وربما يكره الموت خيفه من ان يتخطفه قبل تمام التوبه وقبل اصلاح الزاد وهو معذور في كراهه الموت ولا يدخل هذا تحت قوله صلي الله عليه وسلم
من كره لقاء الله كره الله لقاءه
وانما يخاف فوت لقاء الله لقصوره وتقصيره وهو كالذي يتاخر عن لقاء الحبيب مشتغلا للااستعداد للقائه علي وجه يرضاه
فلا يعد بذلك كارها للقاءه وعلامه هذا ان يكون دائم الاستعداد له والا التحق بالمنهمك في الدنيا
اما العارف
فانه يذكر الموت دائما لانه موعد لقاء الحبيب والمحب لاينسي موعد لقاء الحبيب وهذا في غالب الامر يستبطئ مجئ الموت ويحب مجيئه للتخلص
من دار العاصين وينتقل الي جوار رب العالمين
عن حزيفه رضي الله عنه انه لما حضرته الوفاه قال
حبيب جاء علي فاقه لا افلح من ندم
اللهم ان كنت تعلم ان الفقر احب الي من الغني والسقم احب الي من الصحه والموت احب الي من العيش
فسل عليا الموت حتي القاك