أبدأ قولي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)).
وقال تعالى: ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) .
في الآية مسائل : ولكن دعونا نأخذ المسألة الأولى ألا وهي القول الأول : وهو الذي عليه العامة أن النبي صلى الله عليه وسلم
لما رأى حمزة وقد مثلوا به قال : "والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك" فنزل جبريل - عليه السلام - بخواتيم سورة النحل فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسك عما أراد .
وهذا قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في رواية عطاء ، وأبي بن كعب ، والشعبي . وعلى هذا قالوا : إن سورة النحل كلها مكية إلا هذه الآيات الثلاث
*****
أردت أن استعرض وأبدأ حديثي بخير الحديث كلام العلي القدير الغفور الرحيم رب العالمين
عندما مثل الكافرون بجسد أسد الله حمزة رضي الله عنه عم سيد الخلق وأحبهم إلى الله عز وجل
وعندما قال ما قال رسوله وأتينا على ذكره في بداية الموضوع أنزل الله عز وجل هذه الآيات وهي خواتيم سورة النحل لكي يبين لنا ما هو القصاص
وكيف أن الله عز وجل رحيم بعباده وحتى أحب خلقه إليه قد علم الله وهو أعلم بما في النفوس ان نبيه لما رأي عمه على هذه الشاكلة أراد أن ينتقم له لما فعله به المشركون
فأنزل هذه الآيات تبياناً وانشراحاً لصدر حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم
وكانت خواتيم هذه الآيات الكريمة أن قال ربنا
ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله
وكان الأمر من رب العالمين لنبيه بالصبر وما صبرنا إلا بالله
أخواني إن الرئيس المصري السابق ليس أشد من الكفار
وإن أبنائنا وكلهم أحبائنا ليسوا أعز علينا من أسد الله إلى ابن اخيه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي نصره ودافع عنه ومات في سبيل الله في جهاده للكافرين
لقد جاء الأمر الإلهي بالصبر والعفو عن المقدرة
إن الرئيس المصري السابق رجل طاعن في السن كبير مريض شبه عاجز لا يملك من الأمر شيئا
وها هو بين أيدي المصريين بكل طوائف الشعب مسلمين ومسيحيين لا يقدر على أن يرد عنه نفسه ما انتووا أن يفعلوه
وإن كان ما سوف يفعلوه شيء عادل وهو القصاص
ولكن هذه هي مقالة الرحمة التي زرعها فينا الإسلام والسماحة التي جاء بها عيسى ابن مريم رسول الله عليه وعلى رسولنا أفضل الصلوات وأتم التسليم
رحمة تخرج من قلوبنا بعد كل ما ذقناه من ويلات كان هو ونظامه السبب فيها
رحمة تولد من دماء أبنائنا الذين ماتوا في الثورة وما قبلها من تعذيب وتنكيل بأبناء الشعب المصري
هذا الشعب العظيم الذي وإن عفا عند المقدرة فهذا طبعه وهذا ما تعلموه من دينهم الحنيف
لو ان لي حق عند الرئيس المصري فأنا أسامح فيه لوجه الله تعالى وادعوا كل اخواني
مسلمين ومسيحيين أن يسامحوا في هذا الحق ولكن ألا يفرطوا فيه ... فهيهات ما بين السماح وبين التفريط
في الماضي كنا نفرط في حقوقنا .. أما الأن وقد استقر الأمر بفضل من الله إلينا هنا تأتي السماحة والعفو عند المقدرة
ارحموا هذا الرجل المسكين الذي ليس له حول ولا قوة .. ارحموا هذا الرجل المريض العاجز وزوجته التي ترقد بجواره في مشفى لا نعلم
ربما تكون ساعتهما قد اقتربت وساعتها فقد نلنا بهذا افضل اجر يمكن ان يحصله المرء في حياته وبهذا يرى كل الناس القاصي والداني
بأن هذا الشعب الذي خرج وحرك العالم كله بثورته وأبهر كل من راءه أنه شعب متسامح .. شعب كريم رحيم يتسامح عند المقدرة
ارجوكم ايها المصريين ارحموه وارحمو زوجته وحاسبوا كل من يستطيع حساب الدنيا
حساب الاخرة عند الله لا نملك منه شيئا وبما اننا نملك حساب الدنيا ونستطيع المطالبة به أو العفو والمسامحة فيه
فهيا بنا يا اخواني نشد الرحال إلى المسامحة ونبدأ
نبدأ في بناء بلدنا التي دمرها من كانوا يتلون امرنا
اخواني : كيفما كنا ولى الله علينا ... هذا ما رد به أحمد ابن طولون على السيدة نفسية العلوم عندما سألته عن سوء معاملته للرعية
قالت له : لما ؟ اجاب عليها : كيفما ... أي كيفما تكونوا يولى عليكم
وهنا نحن قد تغيرنا وغير الله ما بنا عندما غيرنا ما بأنفسنا وصدق الله العظيم فيما قال: لا يغير الله بما بقوم حتى يغيروا ما بأنسفهم ..
ابسطوا ايديكم للمسامحة والغرفان تناول رضا رب العالمين تنالوا التوفيق في بناء هذا البلد العظيم الذي انجب وينجب وسينجب عظماء
ينبهر العالم مما يراه منهم في كل مكان وزمان ...
ليتني احسن الحديث حتى استطيع ان اوصل إليكم هذه الفكرة ولكن هذا قدري من المقال وارجوا من الله العلي القدير ان يوفقنا جميعا
وأن يشرح صدورنا للمسامحة والغفران وكيف لا ومن اسماءه عز وجل الغفور الرحيم
انها حملة او كلمة او فكرة أياً كانت وكيفما كانت ستبقى طلبا للسماح والعفو عند المقدرة
اللهم اني اشهدك اني اسامح لوجه الله تعالى وانه ليس بخصم ليا يوم القيامة فارحمه اللهم واشرح صدورنا للغفران
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته