وصل إلى مطار القاهرة الدولي مساء اليوم الجمعة الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية قادما من العاصمة النمساوية فيينا، وكان في انتظاره عدد من أفراد أسرته ومئات من الناشطين والسياسيين المصريين أمام مطار القاهرة الدولي.
وتقدم المستقبلين عدد من السياسيين والكتاب والفنانين والمشاهير منهم ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري وجورج إسحق منسق حركة كفاية والشاعر عبد الرحمن يوسف والروائي علاء الأسواني والفنان خالد أبو النجا، إضافة إلى ممثلين عن حركتي "كفاية" و"6 أبريل". كما ضم المستقبلون الدكتور حسن نافعة والمستشار محمود الخضيرى، والإعلامية جميلة إسماعيل، والكاتب الصحفي محمد عبد القدوس.
وردد مستقبلو البرادعي خلال فترة انتظار وصوله إلي المطار الهتافات ورفعوا أعلام مصر وصور البرادعي ولافتات تحمل تأييد ترشيح البرادعي لرئاسة مصر.
وقد أعلن موقع حركة "6 أبريل" أن مؤيدي البرادعي تدافعوا نحوه بكثافة مما أدى إلى تعامل الأمن مع الموقف ورجوعه إلى الصالة مرة اخرى. وقد أعرب البعض عن استيائهم لعدم وقوف البرادعي معهم ولو لدقائق معدودة.
وذكرت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن أجهزة الأمن تعاملت مع وصول البرادعى باعتباره مواطنا عاديا ولكن الإجراءات الأمنية جاءت مكثفة حول المطار نظرا لأن منطقة المطار مكان حساس للغاية والإجراءات الأمنية تمت وفقا لإجراءات وتعليمات ولوائح نظرا لوجود تجمعات جماهيرية مما يثير مخاوف من حدوث فوضى وتوتر فى المطار، وأكدت المصادر أن سلطات مطار القاهرة اتخذت الإجراءات العادية وقدمت الخدمات اللازمة كالمعتاد، وذلك حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
وقد تباينت ردود الأفعال لرواد موقع "الفيس بوك"، فهناك من تساءل عن الحشود الضخمة وعن وصف البي بي سي لها بعدة مئات فقط، وجاءت الردود بأن صحيفة الدستور قد ذكرت أنهم 2000 شخص وأن موقع حركة "6 أبريل" ذكر أنهم حوالي 4500 شخص.
واستنكر البعض الآخر انتقاد المستشار محمود الخضيري لجماعة الإخوان وعدم مشاركتها في الاستقبال، بينما أجاب البعض بأن استقبال البرادعي ليس واجبا وطنيا، وأن البرادعي ليس سعد زغلول، في حين تساءل البعض الآخر عن الصفة التي حضر بها الصحفي محمد عبد القدوس الاستقبال.
ومن المتوقع أن يظهر البرادعي مساء غد السبت في برنامج الإعلامي الشهير عمرو أديب "هنا القاهرة"، كما ينتظر ظهوره مرة أخرى مساء الأحد 21 فبراير مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامجها "العاشرة مساء".
وكان البرادعي ­ الحائز على جائزة نوبل للسلام ­قد أعلن العام الماضي أنه يفكر في خوض انتخابات الرئاسة المقررة في مصر عام 2011 لكنه قال لاحقا إن مسعاه الممكن هو "التحرك السلمي المنظم لتغيير الدستور".
ومن المعروف أن الدستور المصري يقضي بضرورة حصول الراغب في ترشيح نفسه للرئاسة على تزكية 250 من أعضاء مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية للمحافظات، من بينهم 65 عضوا على الأقل في مجلس الشعب و25 عضوا في مجلس الشوري و10 أعضاء في مجالس المحافظات.
البرادعي في سطور
ولد محمد البرادعي في 17 يونيو 1942 في حي الدقي بمحافظة الجيزة. وبدأ حياته العملية موظفًا في وزارة الخارجية في قسم إدارة الهيئات عام 1964 ومثل مصر في بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف.
سافر البرادعي إلى الولايات المتحدة للدراسة ونال عام 1974 شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من كلية نيويورك الجامعية للحقوق.
ثم عاد إلى مصر سنة 1974 حيث عمل مساعدا لوزير الخارجية المصرية إسماعيل فهمي آنذاك ثم ترك الخدمة في الخارجية المصرية ليصبح مسئولا عن برنامج القانون الدولي في معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث سنة 1980، وعمل أستاذا زائرا للقانون الدولي في كلية الحقوق بجامعة نيويورك بين عامي 1981 و 1987.
واكتسب البرادعي خلال عمله كأستاذ وموظف كبير في الأمم المتحدة خبرة بأعمال المنظمات الدولية خاصة في مجال حفظ السلام والتنمية الدولية، وألقى محاضرات في مجال القانون الدولي والمنظمات الدولية والحد من التسلح والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ووضع مجموعة من الكتب تتناول هذه الموضوعات .
ويتمتع البرادعى بعضوية عدد من المنظمات المهنية، منها اتحاد القانون الدولي والجمعية الأمريكية للقانون الدولي.
وقد التحق البرادعي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1984 وشغل مناصب رفيعة منها المستشار القانوني للوكالة، وفي عام 1993 أصبح مديرا عاما مساعدا للعلاقات الخارجية بها حتى تم انتخابه رئيسا لها في ديسمبر 1997 خلفًا للسويدي هانز بليكس .
وحصل البرادعي على 33 صوتًا من إجمالي 34 صوتًا في اقتراع سري للهيئة التنفيذية للوكالة وأعيد اختياره رئيسا لفترة ثانية في سبتمبر 2001 ولمرة ثالثة في سبتمبر 2005.
ونال البرادعي في أكتوبر 2005 جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعترافا بالجهود المبذولة من جانبهما لاحتواء انتشار الأسلحة النووية.