في قمة سرت القدس وعملية السلام

هيمنت قضية القدس وعملية السلام على اعمال القمة العربية التي تستضيفها مدينة سرت في ليبيا، والتي تدخل يومها الثاني الاحد.
ويبحث القادة العرب امكانية اعادة صياغة عملية السلام والعودة بها الى مظلة الامم المتحدة.
وقال عضو في احد الوفود المشاركة إن "مناقشات بشأن عملية السلام عقدت خلال الجلسة المغلقة السبت، وطالب الوفدان القطري والاماراتي باعادة النظر في عملية السلام بشكلها الحالي".
من جانبه اعلن الجانب الفلسطيني على لسان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة عن استعداد الفلسطينيين بالالتزم بما ستخرج به القمة من قرارات حيال هذه المسألة.
وقال "نحن ملتزمون باي قرار يتخذه العالم العربي بخصوص الوقت المناسب للذهاب الى مجلس الامن".
وغلبت النبرة المتشائمة حيال تطورات عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين على مداخلات القادة والسياسيين العرب وسط تحذيرات من فشلها اعلنها الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
كما استبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس إجراء مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل مالم توقف بناء المستوطنات.
وقال عباس أمام القمة العربية المنعقدة في مدينة سرت الليبية إنه لن يستأنف المفاوضات طالما استمرت إسرائيل في الحفاظ على "الوضع القائم" في القدس الشرقية والضفة الغربية.
ويسعى عباس لحشد الدعم بعد أن رفضت اسرائيل التراجع عن موقفها بشأن القدس الشرقية والذي تسبب في خلاف مع الولايات المتحدةالأمريكية.
هذا وقد تظاهر نشطاء حركة الجهاد الاسلامي يوم السبت في مدينة غزة وذلك لحث القمة العربية على رفض إجراء محادثات مع إسرائيل.
جنون


وفي كلمته للقمة العربية طالب الرئيس الفلسطيني إسرائيل بالوقف الفوري لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبخاصة في القدس الشرقية.
وقال عباس " نحن لانستطيع اسئناف المفاوضات طالما استمرت اسرائيل في سياستها وحافظت على الوضع القائم حاليا"
وأضاف " سيكون من السخف إجراء مفاوضات حول حدود الدولة الفلسطينية حيث أن إسرائيل وضعت بالفعل الحدود على أرض الواقع".
" لقد قلنا دائما إن القدس هي جوهرة التاج وهي المفتاح إلى السلام".
ويعيش مايقرب من نصف مليون يهودي في أكثر من 100 مستوطنة تم بناؤها منذ احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية في عام 1967 وتعتبر هذه المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي إلا أن إسرائيل تطعن في ذلك.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

موسي: إسرائيل تستغل قضية إيران لتحقيق مصالحها على حساب العرب


من جانبه دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى القادة العرب لمناقشة جميع الاحتمالات بما في ذلك فشل عملية السلام كلية.
وقال موسى" لقد حان الوقت لمواجهة اسرائيل. يجب ان يكون لدينا خطط بديلة لان الموقف وصل الى نقطة تحول".
كما هاجم موسى جهود الولايات المتحدة واسرائيل لتشكيل جبهة إقليمية ضد طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل وقال إن اسرائيل تستغل قضية إيران لتحقيق مصالحها على حساب العرب.
وأضاف "أنا أعرف أن هناك قلقا لدى العرب تجاه ايران لكن هذا الوضع يؤكد على ضرورة وجود حوار مع ايران".
وكان مسؤولون أمريكيون في الآونة الأخيرة قد أشاروا إلى أن الفشل في إحياء محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين يجعل من الصعب حشد حلفاء عرب لواشنطن لعزل إيران.
وأوضح أن أي عملية سلام لا يمكن أن تكون مفتوحة بل يجب وضع أطر زمنية لها، مؤكدا أن لجنة المبادرة العربية في سبيلها لبلورة خطط بديلة لمواجهة الموقف.
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب ادوغان الذي يحضر القمة بدعوة من الزعيم الليبي معمر القذافي فقد وصف الموقف الإسرائيلي بأنه ضرب من "الجنون" وحذر إسرائيل من أنها ستجد نفسها معزولة.
عاصمة لدولتين


هذا وقد حث بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي حضر القمة القادة العرب على مواصلة دعم جهود الولايات المتحدة لإحياء عملية السلام.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قضية القدس تهيمن على مناقشات القادة العرب


وقال بان كي مون إن القدس لها دلالة يجب احترامها وأن المدينة "ينبغي أن تنبثق عن مفاوضات لتكون عاصمة لدولتين".
وتقول مراسلة بي بي سي في طرابلس رنا جواد إن هذه هي المرة الأولى التي تحدد الأمم المتحدة ما تريده من المحادثات بشأن القدس.
ورحب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ببيان الأمم المتحدة وصرح لبي بي سي قائلا إن هذا هو "الاتجاه الصحيح للتوصل إلى حل وفقا للقانون الدولي".
وكانت إسرائيل قد وافقت قبل أسبوعين على خطط لبناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية بمستوطنة رامات شلومو وهو مادفع الفلسطينيين للانسحاب من المحادثات غير المباشرة بوساطة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل.
ومن المقرر أن تختتم القمة العربية أعمالها يوم الأحد بقرار يتضمن خطة لإنشاء لجنة من المستشارين القانونيين لمتابعة القضايا في المحاكم الدولية فيما يتعلق بالقدس الشرقية.
ولاحظ المرسلون أن هذه القمة شهدت حضور عدد أقل من رؤساء وزعماء الدول العربية مثل دول مصر والمملكة العربية السعودية ولبنان التي قررت إرسال ممثلين عنها.

تسلم اخي