تموت الأسـود في الغابات جوعا .... ولحم الضـأن تأكله الكــــلاب
وعبد قد ينام على حـرير .... وذو نسـب مفارشـــه الـتراب
يخاطبني السفيه بكل قــبح .... فأكره أن أكـون له مجيبا
يزيد سـفاهة فأزيد حلما .... كعود زاده الإحراق طيبا
نعيب زماننا والعيب فينا .... وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب .... ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم بعض .... ويأكل بعضنا بعضا عيانا
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا .... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة .... وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه .... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة .... فلا خير في ود يجيء تكــــلفا
ولا خير في خل يخون خليله .... ويلقاه من بعد المودة بالجــــفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده .... ويظهر سرا بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها .... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
إذا ضاق صدرك من بلاد .... ترحل طالبا أرضا سواها
عجبت لمن يقيم بدار ذل .... وأرض الله واسعة فضاها
فذاك من الرجال قليل .... عقل بليد ليس يعلم من بناها
فنفسك فز بها إن خفت ضيما .... وخل الدار ومن بناها
فإنك واجد أرضا بأرض .... ونفسك لم تجد نفسا سواها
ومن كانت منيته بأرض .... فليس يموت في أرض سواها
تعمدني بنصحك في إنفرادي .... وجنبني النصيحة في الجمــاعه
فإن النصح بين الناس نوع .... من التوبيخ لا أرضى إستماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي .... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
صديق ليس ينفع يوم بؤس .... قريب من عدو في القياس
وما يبقى الصديق بكل عصر .... ولا الإخوان إلا للتاسي
عبرت الدهر ملتمسا بجهدي .... أخا ثقة فألهاني التماسي
تنكرت البلاد ومن عليها .... كأن أناسها ليسوا بناس