أعلم أن حال السيسي الآن هو الخوف ليس من المجهول بل هو الخوف من المحتوم
فالمصير المحتوم هو تهمة الخيانة العظمى لهذا البلد العظيم بجر الجيش المصري العظيم إلى حرب لا يجوز له خوضها
هو وثلاثة من قادته سوف يحاكمون بتلك الجريمة في القريب العاجل بعد أن يكتشف كافة أطياف الشعب جمعاء من أن هدف السيسي هو هدف شخصي وليس انحياز للملايين التي خرجت في يوم 30 يونيه
في البداية فإن السيسي كان يخاف على مستقبله في الجيش بعد أن علم وبصفته رئيس سابق للمخابرات الحربية بأن مرسي سيفعل معه ما فعله مع طنطاوي وسامي عنان والمجلس العسكري
وهو يعلم بانه لا يضاهي هؤلاء سلطة في الجيش فقد كان الطنطاوي وعنان هما رؤس الجيش وقادته والقامات الطويلة العالية في الجيش ومع ذلك ما بين ليلة وضحاها أسقطهم مرسي واستطاع أن يعزلهم دون أي حرج أو تدخل من أحد ولم يستطيعا فعل شيء معه
وقد تواترت في الأيام الأخيرة قبل هذا الأنقلاب أن مرسي يعد لخطة من خلالها يقوم بعزل السيسي وثلاثة قادة من قادة الجيش كان يعلم يقينا انتمائهم للنظام السابق
وقد لاحت الفرصة أمام السيسي ليضع حدا لهذه السلطة التي اكتسبها مرسي ونفوذه الذي وصل إلى الجيش وإلى تلك المؤسسة التي كانت تعتبر بمثابة دولة داخل الدولة لا سلطة لأحد عليها حتى مبارك نفسه لم يكن ليستطيع أن يتدخل بهذا الشكل في تلك الدولة بدون قبول طنطاوي وعنان
وتلك الفرصة لاحت من خلال الهجمة الشرسة التي شنها الإعلام المعارض من خلال السي بي سي وأون تي في والنهار وعدة إعلاميين استطاعوا أن يجيشوا الشعب ضد مرسي ويساندو حركات التمرد على الوصول إلى هذا الزخم
وفي تلك اللحظة استشار السيسي عميد الصحافة العالمية ( هيكل ) الذي استطاع أن يقضي على مستقبل جمال عبد الناصر نفسه بفضل استشاراته الجهبزية
قام وحضر لهذا الانقلاب في زي الاستجابة لهذا الشعب المغلوب على أمره والذي لم يرى جديداً في عصر مرسي بل وزادت المشكلات الاجتماعية والمعيشية للشعب
تصوير للحشود في الميادن بالطائرات من خلال المخرج العالمي خالد يوسف ونحن نعلم من هو خالد يوسف الذي قال أنه لا يمانع في أن تمارس أبنته العلاقة الجنسية خارج إطار الزوجية مادمت اختارت هذا بمحض إرادتها وساند أحد رواد الفكر الشاذ حينما صرح بأنه لا مانع لديه من أن يكون احد أبناءه مثلي
لقد حضر لهذا الانقلاب لأغراض شخصية هو وقادة الجيش الذين ينتفعون من وجودهم في هذه المناصب من خلال الميزانية الخاصة والسرية للجيش والتي لا يعلمها سوى قادة الجيش وأيضاً من خلال صفقات السلاح التي يبرمها الجيش ومن خلال مزارع ومصانع الجيش والتي من المفروض أنها تعود على الشعب المصري بما أن العاملين فيها هم أبناء الشعب المصري المجندين
خرج وبيده ورقة وقد تأنق كعادته في مظهر الشاب المناضل الذي يقف إلى جوار الشعب وقد صدقه الكثيرون ممن حوله واستطاع أن يعد الخطة المحكمة للإطاحة بالديموقراطية في مصر
إنها الديموقراطية الوليدة التي كنا لا نسمع عنها إلا في المسلسلات الغربية والكتب التي كنا نقرأها ونحن نحلم بها وإذا بها حينما صارت حقيقة وواقع بين أيدينا إذا بالسيسي يخرج عليها ويعلن وفاتها بإعلانه الانقلاب على الديموقراطية
يعلم الله أنني كنت من أكثر المعارضين لحكم الإخوان ولم أعطي صوتي لمرسي ولكني في النهاية بما أنني قد أرتضيت بل وحلمت بالديموقراطية وفي تداول السلطة فلابد أن أقبل بالنتائج التي جاء بها الصندوق وأعارض أي شيء يخالف طموحاتي ولكن في إطار الاختلاف في الرأي وليس إقصاء من يعارضني
ومعارضتي للأخوان لا تعني أن أقتل بيدي هذا الحلم الذي راودني وإذا به يتحقق .... إنها الديموقراطية التي عشناها بالرغم من وجود مسالب في إدارة الدولة إلا أننا كان لابد لنا ألا ننسى أنها السنة الأولى لنا في عصر الديموقراطية والحضارة والتحضر
لماذا استعجلنا وحكمنا على هذه التجربة بالفشل ؟؟ لماذا رضينا برأي مبارك بأن الشعب المصري ليس بقادر على العيش في حياة ديموقراطية ؟؟ !
أهكذا نحن ؟!
أتلك هي أحلامنا في الديموقراطية ؟ ! كل من يخطئ ننحيه جانباً ونقضي على هذا الحلم ونعود للوراء سنوات عانينا فيها من الظلم والقهر وكبت الحريات واستحواذ عائلات بعينها على دولة مساحتها تفوق المليون كيلو متر مربع وتعداد سكانها يتعدى الـــ 85 مليون نسمة ؟ !
في القريب العاجل كانت هناك انتخابات برلمانية كان يستطيع من خلالها تمرد والإنقاذ بما أنهم يمتلكون كل هذا الزخم في حشد الجماهير أن يقتنصو الغالبية العظمى في هذا البرلمان وتشكيل حكومة تقف في وجه طموحات الإخوان .... ولكن الحقيقة والواقع قد أثبت أنه ليس المقصود من كل تلك الحشود هو الإطاحة بمرسي لأنه فشل في إدارة الدولة واستطاع أخونتها بل الحقيقة في أنه ليس مسموح للإسلاميين أيا كان انتمائهم البقاء على سدة الحكم في هذه الدولة ... تلك هي الحقيقة التي أثبتها الواقع من خلال كل هذا الحقد والكره والشماتة التي كنا نراها على وجه لاميس الحديدي وخيري رمضان وكل أقطاب المعارضة ... هذا ما رأيناه في التلفزيون المصري المتواطء والمتخاذل والعميل لدولة قادة الجيش
لن تموت ديموقراطيتنا الوليدة ... بل ستحيا ونرويها بدمائنا أيها السيسي وأيها اللاميس والرمضاني
سنرويها بدمائنا إن كان هذا الثمن الذي سيبقيها