"درهم وقاية خير من قنطار علاج"
هناك عدة برامج خاصة بإدارة الشبكات، يتم استخدام هذه البرامج لتحليل الظروف التي قد تؤدي إلى إحداث مشاكل في المستقبل، ولمنع توقف الشبكة عن العمل، ولإصلاح الأعطال عند حدوثها.
برمجيات المراقبة
يستخدم مهندسو الشبكات برنامج Netcracker لتصميم شبكة تمثيلية واختبارها ضد المشاكل، قبل القيام ببناء الشبكة الحقيقية وتركيبها. أما برنامج ConfigMaker الذي تنتجه شركة Cisco الأميريكية فيستعمل بشكل أساسي لعملية إعداد افتراضي لمكونات الشبكة المراد تصميمها، وذلك باستخدام لغة خاصة بنظام التشغيل، و يقوم البرنامج بعد ذلك بتمثيل أداء الشبكة، بوجود هذه المكونات المفترضة. تصل كلفة هذه البرامج إلى آلافات الدولارات، والتبرير الوحيد لصرف مبلغ كهذا هو قيمة المال الذي سيتم توفيره من خلال التعرف على المشاكل قبل حدوثها. ومع أن هذه البرامج تساعد في عمليات تمثيل الشبكة، وبنائها، ومراقبتها، إلا أنها ليست حلول كافية، حيث يتوجب استخدام برمجيات خاصة بمراقبة الشبكة إذا أردنا معرفة حالة الشبكة في أي لحظة. وهناك برمجيات كثيرة تقوم بهذه الوظائف. فمثلاً، تنتج شركة Sun Microsystems برمجيات متكاملة لمراقبة الشبكات الصغيرة، والشبكات الضخمة على السواء، وبرنامج Solstice Site ManagerTM 2.3 يشمل أساليب وبرمجيات متطورة تسمح بمراقبة الشبكات التي تحوي على 100 عقدة، وتسهل عمليات إدارة هذه الشبكات والموارد الموجودة بهدف تحسين أداء الشبكة إلى أفضل المستويات.
المسببات
هناك عدة عوامل تؤثر في أداء الشبكات، وقد تؤدي إلى "ازدحامات حادة" Bottlenecks ينتج عنها انخفاض قوي في أداء الشبكة وسرعتها. وقد تكون إحدى مسببات الازدحامات الحادة هي وجود تجهيزات لا تتلائم مع أداء الشبكة، كبطاقات الشبكة، والمجمّعات، والمحولات، وغيرها. وقد يكون عرض قنوات الاتصال غير كاف لاستيعاب حجم المعطيات المنقولة عبر الشبكة. إضافة فقد يؤدي سوء استعمال المستخدمين لقنوات الاتصال إلى إبطاء الشبكة كلها، ويتم هذا من خلال تشغيل ألعاب على الشبكة، وتنزيل ملفات بأحجام ضخمة من الانترنيت، كالأغاني MP3 ومقاطع الفيديو. أما المسببات الأخرى في ضعف الأداء فيحتمل أن تكون بسبب سوء تنظيم الشبكة، كتوصيل كافة العقد أو المخدمات على على جزء وحيد من أجزاء الشبكة، مسبباً اصطدام المعطيات والازدحام، فالشبكة تشبه غرفة مليئة بأشخاص كلهم يتكلمون في الوقت ذاته، وهذا يؤدي إلى الفوضى.
"الحدود المعقولة" Baselines
ينصح دوماً بإنشاء معدلات "الحدود المعقولة" كي يستطيع مدير الشبكة القيام بمراقبة الأداء بشكل أفضل. و"الحدود المعقولة" هي خط بياني يشير إلى الحد الذي يتم فيه قياس أداء الشبكة وإمكانياتها بالنسبة له، وخاصة عند حدوث خلل ما. بكلام آخر، يتوجب تأسيس "الحدود المعقولة" والإشارة للوضع "الطبيعي" لأداء الشبكة قبل القيام بتعريف ماقد يشير إلى أداء "غير الطبيعي". ويتم إنشاء هذا الخط باستعمال برمجيات مراقبة الأداء، قد لاتكون هناك حاجة لشراء برامج إدارية على الإطلاق، فإذا كان نظام التشغيل المعتمد على الشبكة هو Windows Server فإن برمجيات مراقبة وإدارة الشبكة تكون مجانية ومدمجة مع النظام.
ومع أن هذه البرمجيات لاتوفر مجالاً واسعاً من الخدمات أو الإمكانيات التي قد توفرها البرامج المختصة، إلا أنها تحتوي على أدوات فعالة، تمكن مدراء النظم والشبكات من عرض الأخطاء التي تحدث عند دخول المستخدمين إلى الشبكة، وتمكنهم من تحليل المعلومات الأمنية ومعطيات النظام. وهناك أدوات أخرى تقوم بتتبع أداء معالج جهاز المخدم، والأقراص الصلبة، والذاكرة، وتعطي تحليلاً شاملاً لكمية المعطيات المنقولة وأداء بروتوكولات النقل.
الحلول
إن المعلومات التي تقوم هذه الأدوات بجمعها تساعد بالتعرف على المشاكل التي تم ذكرها سابقاً، وتساعد مدير النظم والشبكات على اختيار الحل الملائم.
تشمل الحلول مايلي:
- استخدام تقنيات أحدث: كتبديل كبلات الشبكة إلى فئة أعلى، وتغيير بطاقات الشبكة، وتحديث مكونات الشبكة مثل: المبدّلات، والمجمّعات، والجسور.
- توسيع الذاكرة؛
- تركيب معالجات إضافية؛
- تجزئة الشبكة Subnetting إلى عدة أجزاء صغيرة لتسهيل إدارتها من خلال استخدام الموجهّات.
- تحديد صلاحيات المستخدمين، ومنعهم من تشغيل البرمجيات الضخمة والألعاب على الشبكة.
الأداء المقبول
إن مفهوم الشبكات يعني توفير أفضل الخدمات بأقل كلفة ممكنة. والمحافظة على أداء عال للشبكة يمكن أن يتحقق بسهولة إذا كان بالإمكان تحمل مصاريف أفضل التجهيزات، وأحدث التقنيات، وأفضل المهندسين. إلا أن الواقع يقتضي غير ذلك. فتطبيق معادلة "أداء أفضل بأقل الكلف " هو أمر لايمكن تحقيقه كلياً، لذلك، يجب المحافظة على مستوى أداء مقبول قدر الإمكان. إن توفير أسرع الخدمات والموارد والاتصالات على الشبكة يعتبر من أهم الأمور من وجهة نظر المستخدمين، فهم يطلبون أفضل مستويات الأداء عند تشغيل برمجياتهم ويحتاجون إلى أسرع تقنيات الاتصال لاستخدام التطبيقات المتعددة الوسائط. والكلف هي العائق الوحيد لتحقيق هذه المتطلبات. والحقيقة هي أنه يتم التغاضي عن متطلبات المستخدمين في معظم الأحيان (كالقيام بتشغيل الألعاب التي تحتاج إلى موارد كبيرة على الشبكة) في سبيل دعم الاحتياجات العملية. فالشركات ليست مستعدة لصرف مبالغ كبيرة من المال لإسعاد المستخدمين على حساب العمل، وغايتهم هي ضمان تنفيذ العمل المسند إلى الموظفين أولاً وآخراً.