الصلاة
الصلاة هي تلك العبادة العظيمة التي
يقف فيها المسلم بين يدي ربه
خاشعًا متضرعًا، مقبلا فيها على الله، تاركًا الدنيا
وراء ظهره، فلا تنشغل نفسه بطيباتها وملذاتها، فلذة الوقوف بين يدي الخالق أعظم من أية لذة، إنها لحظات يأنس فيها العبد بربه، ويحظى فيها بإقبال الله عليه.
إنها لحظات يتحقق فيها إسلام المرء
كله، فهو يقف بين يدي الله
شاهدًا له بالربوبية والوحدانية، معظمًا لصفاته وشاهدًا لنبيه
( بالرسالة، كما أنها لحظات يحج فيها الإنسان بقلبه
ووجدانه إلى رحاب ربه حيث يولي
الإنسان وجهه نحو بيت الله الحرام، فكأن قلبه في هذه اللحظات يطوف
حول الكعبة ملبيًا نداء الله، كما أنها لحظات يمتنع فيها الإنسان عن كل شيء في هذه الدنيا سوى الإقبال على الله، فيصوم الإنسان فيها عن الدنيا ويقبل على الآخرة، إنها لحظات من الحياة يزكى بها الإنسان عن وقته وحياته إنها حقًّا العبادة التي جمعت الإسلام كله في أدائها.
وهي العبادة التي فرضها الله في أعظم رحلة في التاريخ، وقد أوصى بها رسول الله ( وهو على فراش الموت، وهي قرة عين رسول الله (، وهي العبادة التي جمعت في حركاتها وسكناتها كل عبادات الملائكة لربها في السماء، فالصلاة عماد الدين، وأعظم فروض الإسلام بعد الشهادتين، ورأس الطاعات.
ولمَّا كانت للصلاة هذه المنزلة في الإسلام، فلقد تمت فرضيَّتُها عندما
عُرِجَ برسول الله ( إلى السماء ليلة الإسراء
والمعراج، قال النبي (: (ففرض الله على أمتي ليلة الإسراء
خمسين صلاة فلم أزل أراجعه (أي الله سبحانه) وأسأله التخفيف، حتى جعلها خمسًا في كل يوم وليلة) _[متفق عليه] ولقد خففها الله رحمة بنا، وجعل أجرها وثوابها يساوى أجر خمسين صلاة.
والصلاة في اللغة تعني الدعاء، ولقد استعملها القرآن الكريم بهذا المعنى
-أيضًا-قال تعالى: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}
[التوبة: 103].
وقال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون
على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا} [الأحزاب: 56].
ومعناها في الشرع: هي مجموعة معينة من الأقوال والأفعال نؤديها بشروط محددة، تبدأ بالتكبير
وتنتهي بالتسليم.