| السيرة النبوية | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأحد 28 نوفمبر 2010 - 12:38 | |
| إيــذاء قريش للنبى وأصحابه فزعت قريش لهذه الدعوة الجديدة , وها لها الأمر إذ كانت ترى فيها الخطر الداهم الذى يهدد كيانها المادى والادبى فلقد كانت الكعبة مركز عبادة الأصنام وكانت محج العرب ومورد ثروتهم , وكان زعماء قريش يستمدون مجدهم وفخارهم وعزهم وعظمتهم على سائر الناس من صلتهم بالبيت الحرام ,وقيامهم على حراسة الأصنام وسقايه الحجاج كما كانوا يعتبرونها مورد رزق وينبوع ثروة , بالتجارة التى يحترفونها فانتصار محمد معناه ضياع سلطانهم الادبى والمادى , وهو أعز ما يعتمدون عليه فى حياتهم , لذلك عظم الأمر واشتد , وأخذ يفكرون فى حزم وجد فى أمر محمد بعد أن نال من اصنامهم جميعا فعملوا على إعاقة الدعوة الاسلامية باضهاد صاحبها ومن اتبعه صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 0:02 | |
| ايذاؤهم للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) روى عن طارق المحاربى أنه قال : رأيت رسول الله ( صلى اله عليه وسلم ) فى السوق يقول : ( أيها الناس قولوا لا اله الا الله تفلحوا ) , ورجل خلفه يرميه بالحجارة قد ادمى عقبه " موخر القدم " وقال : لا تطيعوه فانه كذاب فقلت من هذا ؟ قالوا : محمد وعمه ابو لهب أما امراته أم جميل بنت حرب أخت أبى سفيان , فكانت ايضا فى غاية العداوة لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وكثيرا ما كانت تضع الشوك فى طريقه , وتلقى بالقاذورات النجسة أمام بيته , ولم تترك عملا فيه إيذاء للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلا فعلته - وحتى لم تكتف بهذا الإيذاء العملى بل كانت تسب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وتذمه , وتوقع العداوة بينه وبين الناس , لعنها الله قال تعالى " وأمرأته حمالة الحطب * فى جيدها حبل من مسد " اما ابو جهل لعنه الله , فكثيرا ما أساء على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وقد ألقى عليه مرة أثناء صلاته رحم شاة مذبوحة , فتحمل الأذى وذهب إلى ابنته ( فاطمه ) رضى الله عنها فازالت عنه النجاسة والأقذار , ونهى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عن الصلاة فى البيت الحرام , فلما لم ينته , تعرض له بالمنع فقابله الرسول بالشدة وهذذه , فقال : أتهددنى وانا اكثر اهل الوادى ناديا ومنزلا ؟ فرد الله تعالى عليه تهديدا له ووعيدا " كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصيه ناصية كاذبة خاطئه * فليدع ناديه * سندع الزبانيه * كلا لا تطعه واسجد واقترب " سورة العلق أيه 15 وما بعدها لنسفعا : لناخذن بناصيته ولنسحبنه بها فى النار الزبانية : ملائكة النار صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 0:31 | |
| وكان عقبه بن أبى معيط يجاور رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى منزله , ومما صنعه ذلك الشقى , ما رواه البخارى فى صحيحه قال : بينما النبى يصلى فى الكعبة إذ أقبل عقبة بن ابى معيط فوضع ثوبه فى عنق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فخنقه خنقاً شديدا فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه , ودفعه عن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : " أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم " سورة غافر الاية 28 وكان الأسود بن عبد المطلب ابن عم السيدة خديجة كان هو وحزبه إذا مر عليهم المسلمون يتغامزون بهم سخرية واستهزاء , وفيهم نزل قوله تعالى : " إن الذين أجرموا كانوا من الذين أمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون " سورة المطففين ايه 29 صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 16:07 | |
| وكان الوليد بن المغيرة عم أبى جهل من أكابر قريش فى المركز الاجتماعى والمادى , وكان كذلك من أكابر المجرمين الذين كادوا للرسول صلوات الله وسلامه عليه . سمع القرآن مرة من النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فقال لقومه : " والله لقد سمعت من محمد كلاما , ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن , وإن له لحلاوة , وإن عليه لطلاوة , وإن أعلاه لمثمر , وإن أسفله لمغدق " أغدق المطر : كثر قطره فيكون المعنى كثير الخير " وإنه يعلو ولا يعلى عليه " فقالت قريش صبأ " صبأ : يعنى خرج من دينه إلى دين أخر " والله الوليد لتصبأن قريش كلها , فقال أبو جهل : أنا اكفيكموه , ثم توجه إليه وجلس أمامه حزينا , وكلمه بما حمسه ضد محمد مما جعل الوليد يأتى القوم فى ناديهم ويخاطبهم قائلا : أتزعمون أن محمدا مجنون فهل رايتموه يهوس ؟ وتقولون : إنه كاهن فهل رايتموه يتكهن ؟ وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط ؟ وتزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب ؟ فقالوا فى كل ذلك : اللهم لا ثم قالوا : فما هو ؟ ففكر قليلا ثم قال : ما هو إلا ساحر , أما رايتموه فرق بين الرجل وأهله وولده فاهتز النادى فرحا بهذا الرأى الذى سيفرق بين محمد وعشيرته وسيباعد بينه وبين الناس وأنزل الله رداً عليه فى آيات بينات مخاطباً الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) " ذرنى ومن خلقت وحيدا * وجعلت له مالا ممدودا * وبنين شهودا * ومهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن ازيد * كلا إنه كان لاياتنا عنيدا * سأرهقه صَعودا * إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قُتِلَ كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم ادبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر * سأصليه سقر " سورة المدثر آيه 11 وما بعدها · " سأُرهقه صَعودا " ٍاذيقه عذاباً لا يطاق · " ثم عبس " قطب وجهه · " وبسر " كلمه مرادفه لعبس · " سقر " أسم من أسماء النار لا تبقى شيئاً إلا أهلكته وغير هؤلاء وهؤلاء ممن عميت بصائرهم وطمس الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم ، وقد هلكوا جميعا بعد الهجرة فمنهم من قتل ومنهم من ابتلاه الله بالأمراض الفتاكة فقضت عليهم . صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 16:09 | |
| لون أخر من آلوان الإيذاء ( عند قريش ) لقد اعترضت قريش على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وطلب إليه عدة مطالب على وجه العناد ، لا على وجه طلب الهدى والإقناع ، ولذا لم يجابوا إلى كثير مما طلبوا لأن الله – سبحانه وتعالى – يعلم انهم لو أجيبوا إلى ما سألوه لاستمروا فى طغيانهم وكفرهم قال تعالى : " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم ءاية ليؤمنُن بها قل إنما الأياتُ عند الله وما يُشعركم أنها ‘ذا جاءت لا يؤمنون " سورة الانعام أية 109 " ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قُبلاما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون " سورة الانعام أيه 111 وروى أن قريش قالت للنبى ( صلى الله عليه وسلم ) ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك فدعا ربه فأتاه جبريل فقال له : إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك : إن شئت أصبح الصفا لهم ذهبا ، فمن كفر منهم بعد ذلك أعذبه عذابا لا اعذبه أحداً من العالمين , وإن شئت فتحت لهم بابا الرحمة والتوبه قال ( صلى الله عليه وسلم ) : بل باب التوبة والرحمة إيذاؤهم للمستضعفين من المسلمين وقد بلغ من عنت قريش ووقوفهم فى سبيل الدعوة أن أذاهم لم يكن مقصورا على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) , بل تعدوا إلى المستضعفين والأقارب الذين لم يكن لهم من يحتمون أو يعتزون فقبض أهل مكة على الكثير منهم كى يفتنوهم عن دينهم ويردوهم بعد إيمانهم كفارا ومن هؤلاء: بلال بن ربـاح الحبشى عمار بن ياسر خباب بن الارت أبو بكر الصديق وهكذا كانت تلك الفترة من أروع الفترات فى تاريخ الإسلام والمسلمين وكان هؤلاء الأبطال مثلا عاليا فى التضحية والفداء وقوة العزيمة وثبات الارادة ، فضربوا للناس الأمثال ، وخلدوا ذكراهم بجلائل الأعمال , ورسموا لأصحاب المبادئ السامية كيف يجاهدون فى سبيل الله , وكيف يعملون لنصرة الحق وهزيمة الباطل. صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 16:21 | |
| حماية عمه أبى طالب لـه صممت قريش على مقاومة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) حتى تقتل الدعوة الإسلامية وتموت فى مهدها ، ولكنهم لم يجدوا إلى ذلك سبيلا ، لأنه فى كفالة عمه أبى طالب ، ومع انه لم يدخل فى الاسلام ولم يؤمن بالله ورسوله ( محمد ) فقد ظل حاميا لابن أخيه قائما دونه معلنا استعداده للدفاع عنه لذلك مشى رجال من أشرافهم إلى أبى طالب يطلبون منه أن يكف ابن أخيه ( محمدا ) عن سب آلهتهم والعيب على دينهم وشتم أبائهم ، أو يخلى بينهم وبينه ، فرد عليهم أبو طالب رد جميلا ، دون أن يعدهم وعدا صريحا بما يعزم عليه ، فاكتفوا بذلك وانصرفوا . ولكن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مع علمه بهذ الاجتماع ومطالب كبار المشركين لم يسكت عن دعوته التى ملكت عليه قلبه ، ولم تخفف من هجماته على معتقداتهم الفاسدة . واستمر أبو طالب على الدفاع عن ابن أخيه محمد قياما بالواجب عليه نحو من تربى فى كفالته ونشأ فى بيته ، مع انه ظل على شركه ولم يعتنق الإسلام ، لذلك كان مركزه حرجا ، ومهمته شاقة ، فأمامه قريش متعصبة لأصنامها ، وقد اغضبها محمد بنشر الإسلام ومحاربته الأصنام ، وابن أخيه محمد فى جواره حتما ، ولا يستطيع التخلى عنه أبدا وفكرت قريش فى مفاوضة أبى طالب مرة ثانيه ، فذهبوا إليه وذكروه بوفادتهم الاولى ، وقالوا : إنهم لا يصبرون على هذا الحال وخيروه أن يمنع محمدا عما يقوله فى ألهتمهم وآبائهم ، أو يعلن موافقته على كل ما يقول ، وعندئذ يحاربونه ويصارحونه بالعداء وتحرج مركز أبى طالب بهذا الانذار وأصبح فى حيرة ! لأنه يعظم ويصعب عليه فراق قومه وعداوتهم ومع ذلك لا ترضى نفسه بخذلان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وتركه فى هذا الوقت العصيب الذى وقفت فيه أكابر قريش من ابن أخيه موقفا يثير العاطفة ويحرك العصبية. وأرسل ابو طالب إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وقص عليه ما طلبت قريش وقال له : ابق علىَّ وعلى نفسك ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق ، وفى هذا الوقت سكت محمد فترة من الزمن ، وظن أن عمه ضعف عن نصرته فهو خاذله ومسلمه ثم التفت إلى عمه بهذه النفس القوية بايمانها قائلا : " يا عم – والله – لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أتـرك هذا الامر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته " وقد أهتز أبو طالب لما سمع من كلام ابن أخيه ووقف حائرا أمام هذه القوة وتلك الارادة الغالبة على كل ما فى الوجود وأمتلآ قلبه ثقة بأن محمدا لن يخذل ولن يهن ولن يتراجع ، فناداه بعد أن قام من حضرته وقال له : " اذهب فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشئ مما تكره أبدا " صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 16:22 | |
| الهجرة الأولى إلى الحبشة السـنة الخامسة من البعثة 615 م عزَّ على النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أن يرى أتباعه يتعرض بعضهم للسخرية والازدراء وبعضهم للتعذيب والاضطهاد فأشار ( صلى الله عليه وسلم ) على أًصحابه فى السنة الخامسة من البعثة أن يتفرقوا فى الارض فرارا بدينهم فسألوه أين نذهب ؟ فأشار إلى الحبشة " كان بين الحبشة ومكة تجارة واسعة تحملها قافلة سوية , وكان يحكمها النجاشى واسمه وقتئذ " أصحمة " والنجاشى اسم لكل ملك يحكم الحبشة " المسيحية فإن فيها ملكا لا يظلم أحد عنده ، فخرج بعض المسلمين إليها مخافة الفتنة وفرارا إلى الله بدينهم , فكانت أول هجرة فى الإسلام لقد خرج من مكة مهاجرا أحد عشر رجلا واربع نسوة منهم : عثمان ابن عفان وزوجته السيدة رقية ابنة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعثمان بن مظعون ، والزبير بن العوام ، وعبد الله بن مسعود خرجوا متسللين سرا ولما وصلوا إلى البحر الأحمر ركبوا سفينة أوصلتهم إلى الحبشة فأقاموا فى خير جوار من النجاشى وبعد ثلاثة أشهر رجعوا إلى مكة لأن الإقامة لم تتيسر لهم ، فعددهم قليل ، ومع بعض نسائهم كما بلغ مسامعهم أن المسلمين أصبحوا بمأمن من اذى قريش بعد إسلام حمزة وعمر صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 16:25 | |
| الهجرة الثانية إلى الحبشة سنة ست من البعثة 616 م وجد المسلمون أن موقف قريش لم يتغير بل اشتد وأخذ مظهراً جديداً بلغ فى قسوته وعنفه مبلغا كبيرا ، ولذلك فكر كثير ممن هاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة أن يعودوا إليها مرة ثانية ، كما رغب غيرهم فى مرافقتهم لأن كثرة الداخلين فى الاسلام قد افزعت قريشا ودفعتها إلى الاستبداد بالمسلمين ، كما ان ما ترامى إليها من اخبار حُسن الضيافة التى لقيها المسلمون فى الحبشة قد أقلق قريشا وجعلها تخشى تدخل الحبشة لحمايتهم ، وعند ذلك يعجزون عن القضاء على المسلمين . وقد رسم المسلمون لأنفسهم خطة السير إلى الحبشة استعدوا للرحلة إليها لإقامة كريمة ينعمون فيها بعبادة الله وحده آمنين حتى يأتى نصر الله ويعم نور الإسلام ويعودوا إلى أوطانهم ذلك أملهم بلا شك ، نصر وكرامة وعزة وسيادة ولقد خرج فى هذه الهجرة الدينية ثلاثة وثمانون رجلا وإحدى عشرة امرأة ، فوصلوا إليها واقاموا فيها مدة طويلة ، ثم عادوا بعد أن اذن الله للرسول بالهجرة إلى المدينة صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 16:26 | |
| موقف قريش من المهاجرين إلى الحبشة
لم يطمئن أهل مكة إلى خروج المسلمين إلى الحبشة هذه المرة ومن اجل ذلك أرسلوا عمرو بن العاص ، عمارة بن الوليد ومعهما الهدايا النفيسة الى النجاشى كى يرد المسلمين الى مكة ، فلما دخلا عليه قالا له : " أيها الملك إن نفراً من بنى عمنا نزلوا أرضك ، ورغبوا عنا وعن ملتنا وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت ،فقد بعثنا أشراف قومهم لنردهم إليهم "
موقف النجاشى وقد ابى النجاشى أن يرد المسلمين الذين هاجروا إليه حتى يسمع مقالتهم وبعث فى طلبهم ، فما جاءوا سألهم : ما هذا الدين الذى فارقتم فيه قومكم ؟ فرد عليه جعفر بن ابى طالب قائلا : أيها الملك ، كنا قوما نعبد الأصنام ونأكل الميتة ، ونأتى الفواحش ، ويأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته ، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، واداء الأمانة ، وحُسن الجار ، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور وأكل مال اليتيم ، وامرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا – وأخذ يذكر له تعاليم الدين الجديد – فصدقنا وآمنا برسالته ، فعذبنا قومنا ليردونا إلى عبادة الصنام ، فلما ظلمونا وضيقوا علينا ، خرجنا إلى بلادك واخترناك على سواك
فقال النجاشى : هل معك مما جاء عن الله شئ تقرؤه على ؟ فقال جعفر : نعم وتلا عليه " سورة مريم " من اولها إلى قوله تعالى : " وبراً بوالدتى ولم يجعلنى جباراً شقيا * والسلام علىَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعثُ حيا "
فقال النجاشى : إن هذا هو ما جاء به موسى وسيدنا يسوع المسيح انطلقوا فوالله لا أسلمهم أبدا
ثم عاد عمرو وصاحبه إلى مكة دون ان ينجحا فى مهمتهما وعاش المسلمون فى جوار النجاشى فى أمن ودعة إلى ما بعد الهجرة الكبرى إلى المدينة
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأربعاء 1 ديسمبر 2010 - 19:27 | |
| مقاطعة قريش لبنى هاشم وبنى المطلب كتابة الصحيفة وما تم فيها المحرم سنة سبع من البعثة – 617 م
رأت قريش أن أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد نزلوا بلدا أصابوا به أمناً واستقراراً ، وأن النجاشى قد منع وحمى من ألجأ إليه ، وأن عمر قد أسلم وأعلن على الناس إسلامه ، ولم يرض عن استخفاء المسلمين
المقاطعه وكتابة الصحيفة
وإزاء ذلك كله فكرت قريش فى طريقة جديدة تفسد بها على محمد وصحبه غايتهم ، وتقضى بها على المسلمين ومن يناصرهم ويتعصب لهم من بنى هاشم وبنى المطلب فاتفقت على مقاطعتهم مقاطعة تامة ، فلا يتزوجون من نسائهم ولا يبيعون لهم شيئا ولا يشترون منهم ولا يخالطونهم , ولا يقبلون منهم صالحا ، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) للقتل ، وسجلوا هذه القرارات فى صحيفة ختمت بأختام وعلقت فى جوف الكعبة تاكيداً لاحترامها فيكون الخروج عليها أو عدم الوفاء بها بما فيها بمثابة الخروج على العقيدة الموروثة.
وكانوا يعتقدون أن سياسة التجويع والمقاطعة سيكون لها من الأثر ما يحقق أغراضهم ،وإزاء تلك المقاطعة الغاشمة الجائرة انتقل كل بنى هاشم وبنى المطلب ومعهم الرسول إلى شعب كان يطلق عليه " شعب أبى طالب " بظاهر مكة يعانون الحرمان ألوانا حتى بلغ من سوء حالهم أن أكلوا أوراق الأشجار ولم يتخلف من بنى هاشم إلا أبو لهب الذى أسرف فى تعصبه للأصنام ، وفجر فى بغضه للإسلام ، فلم يرع للقرابة حرمة ، ولا للرحم مودة .
واستمرت هذه المقاطعة المروعة ثلاث سنوات متتابعة لم يجرؤ أحد منهم خلالها أن يدخل مكة.
ولقد خفف عن الرسول وصحبه قسوة المقاطعة ، انها لم تنفذ على الأشهر الحرم ثم إنه كانت تصلهم فى بعض الأوقات مساعدات سرية كالتى كان يقوم بها ( حكيم بن حزم ) ابن أخى خديجة إذ كان يحمل إليهم الطعام فى ظلام الليل إلى حيث يقيمون فى شعبهم
وكذلك أحس بعض القرشيون بفظاعة ما أرتكبوه من ظلم وقسوة واتفقوا على نقض حلف المقاطعة ، ومن هؤلاء ( هشام بن عمرة القرشى ) كان يأتى بالبعير محملا بالطعام فيسير به ليلا حتى يدخله الشعب عليهم ، و ( زهير بن أمية ) الذى ذهب فى الصباح إلى الكعبة ، فطاف بالبيت ، ثم نادى فى الناس " يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم وبنو المطلب هلكى ؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة " وأيده فى هذا الرأى بعض العقلاء من القوم ، وجن جنون أبى جهل فى ذلك الوقت وكاد نزاع يقع لولا أن أبا جهل خاف سوء العاقبة فلم يفعل شيئا
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأربعاء 1 ديسمبر 2010 - 19:29 | |
| ما تم فى الصحيفة وعلم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أن ( الأرضة ) " وهى النمل الأبيض " أكلت الصحيفة ولم يبق منها إلا " باسمك اللهم " واستبشر أبو طالب حيراً مما حصل للصحيفة وعزم على الاستفادة مما حدث لها ، فحرج فى عدد من بنى هاشم إلى الكعبة بين أمل يدفعه ورجاء يترقبه للخلاص من هذا الحصار والتخلص من هذه المحنة ، وهناك خاطب الحاضرين من رؤساء قريش قائلا : ( قد وصلنى أن وثيقتكم قد اكلتها الحشرات ، فاكشفوا عنها حتى إذاتحقق قولى كان عليكم أن تكفوا مقاطعتكم ، وإن لم يتحقق فإنى أعدكم بتسليم ابن أخى ) ، فوافقه الحاضرون من رؤساء قريش على اقتراحه ، وكشفوا عن الوثيقة فوجدوها كما قال أبى طالب قد انمحت كل الكتابة التى كانت عليها هذا ذكر ( باسمك اللهم ) فتهلل وجه أبى طالب بشرا وعمت وجوه المشركين كآبة ، وأخذ كثير منهم يفكلا فى صمت ، وخيم عليهم حزن عميق ثم دخل أبو طالب بمن معه الكعبه ، وتضرع إلى الله ان يرفع اذى قريش وشرها ، وأن يكشف عن محمد وآله السوء ويخلصهم من تآمر قريش وعنادها ، ثم قفل راجعاً إلى الشعب وقد تشجع بهذه الحادثة هؤلاء الذين عقدوا النية على نقض الصحيفة ، فذهبوا إلى بنى هاشم وبنى المطلب فى مكان حصارهم وطلبوا منهم أن يرجع كل إلى بيته فى مكة آمناً وكان رجوعهم فى السنة العاشرة من البعثة وكان رجوعاً عزيزا إذ به تأييد الرسول أيما تأييد وشعروا معه ان الله يؤازر محمداً وحزبه ويخذل قريشاً وباطلها حالة الدعوة فى هذه الفترة كانت قريش ترجو من وراء هذه المقاطعة أن يعتزل محمد قومه ليصبح وحيدا ويزول خطر دعوته ، ولكن الأمر كان على عكس ما فهموا فلقد ازداد المسلمون إيماناً على إيمانهم وكان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فى زمن المقاطعة ينتهز فرصة أشهر الحج فيخرج بين العرب وقبائلها ، مما جعل الإسلام ينتشر ذكره فى شبه الجزيرة العربية بعد أن كان حبيساً بين جبال مكة ، فلقد رجعت وفود الجيج إلى بلادهم تحمل خبر ظهور نبى اسمه محمد يدعو إلى الإسلام وترك عبادة الأصنام صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأربعاء 1 ديسمبر 2010 - 19:34 | |
| وفاة عمه أبى طالب والسيدة خديجة ( رضى الله عنها ) لم يتمتع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بذلك السلام مدة طويلة من الزمن إذ لم تمض عدة شهور على انحلال حلف المقاطعة حتى فاجأت محمداً فى عام واحد مفاجأتان اهتز لهما قلبه : وهما موت أبى طالب ، ومن بعده زوجته السيدة خديجه (رضى الله عنها ) وذلك فى العام العاشر من البعثة النبوية وفاة عمه أبى طالب كان أبو طالب بن عبد المطلب من أشد الناس دفاعاً عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلقد صبر طويلا على مناصرته ووقف حياته على تأييده وحمايته ، وضحى بنفسه وراحته من أجل محمد الداعى إلى دين يخالف دينه ، كما كان درع محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عند البأس وحصنا له عندما تهم قريش بإيذائه ، وبردا وسلاماً عليه حين تشتعل نار العداوة والبغضاء فلما مرض واشتد به المرض وبلغ قريشاً ذلك أخذ رؤساؤهم يفكرون ويتساءلون ماذا سيكون من أمرهم بعد وفاة أبى طالب ؟ وأخذوا يقولون إن حمزة وعمر المعروفين بشدتهما وبطشهما قد أسلما ، ودعوة محمد قد شاعت فى قبائل قريش كلها ، فذهبوا إلى أبى طالب وقالوا له : يا ابا طالب إنك منا حيث قد علمت ، وقد حضرك ما ترى ، وقد علمت الذى بيننا وبين ابن اخيك فادعه فخذ له منا ، وخذ لنا منه ، ليكف عنا ولنكف عنه ، وليدعنا وديننا وندعه ودينه ، وكأنهم بذلك أرادوا أن يوسطوا أبا طالب وهو فى المرحلة الأخيرة من حياته للتوفيق بينهم وبين محمد ولقد جاء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) إلى عمه أبى طالب والقوم عنده فعرض عليه ابو طالب رغبتهم فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا عم ، كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم " فقال أبو جهل : نعم نعم وعشر كلمات قال : " تقولون لا إله إلا الله وتتركون ما تعبدون من دونه " فصفقوا بأيديهم ثم قالوا أتريد يا محمد أن تجعل الآلهه إله واحدا ؟ إن أمرك لعجيب ، ثم قاموا ، فقال أبو طالب ( والله يا ابن اخى ما أريتك سألتهم شططا ) " الشطط : مجاوزة المقدار فى كل شئ " وقد طمع النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فى إسلام أبى طالبخاصة بعد أن راى منهم ما راى ، وبعد أن سمع منه الكلمة الحق : ( والله يا ابن اخى ما أريتك سألتهم شططا ) وتمنى النبى إسلامه فهو الذى كفله ودافع عنه إلى أخر لحظة من حياته فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : ( يا عم قلها ) أى الشهادة ، أستحل لك بها الشفاعة يوم القيامة ، فقال أبو طالب : لولا مخافة المنية وان تظن قريش أنما قلتها جزعا من الموت لولا ذلك لقلتها ، ومات كافراً وقد قارب الثمانين من عمره وطلب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الرحمة من الله – سبحانه وتعالى – والمغفرة لأبى طالب ، فأنزل الله تعالى : " ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أُولى قُربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الحجيم " سورة التوبة آيه رقم 113 صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الجمعة 3 ديسمبر 2010 - 11:43 | |
| وفاة السيدة خديجة – رضى الله عنها توفيتالسيدة خديجة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )رضى الله عنها ، فحزن عليها النبى حزنا شديدا ، ولا غرابة فى ذلك فهىأول ارأة صدقت النبى فيما جاء به عن ربه ، واذهبت مخاوفهأول ما جاءه الوحى وتفاءلتله وبـه خيرا وبددت حيرته حين ذهبت به إلى ( ورقة بن نوفل )الذى بشره بأنه الذى يأتيه هو ملك الوحى الذى كان ياتى الرسل من قبله فهونت عليهكل شدة وأزالت من نفسه كل خشية ، ودفعت عنه الكثير من الاذى لما لها من الجاه فىعشيرتها بنى أسد وأدخلتعليه السكينة والأمان برقة نفسها وطهارة قلبها ، وقوة إيمانها ، وقد استغنى الرسول ( صلى الله عليه وسلم )بما لها ليتفرغ إلى أعظم رساله لهداية البشرية وكفاها فخرا وشرفاً قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )فى بعض حديثه : ( وقد آمنت بى إذ كفر الناس ! وواستنى بما لها إذ حرمنى الناس ، ورزقنىالله ولدها إذ حرمنى أولاد النساء ) أثروفـاة أبى طالب والسيدة خديجة ( رضىالله عنها ) ولقدكان لوفاة عمه ( أبى طالب ) وهو من عرفنا موقفه من الرسول ( صلى الله عليه وسلم )والسيدة خديجة– رضى الله عنها– من الأثر ما جعل قريشاً تطمع فى الرسول ، فتتابع الأذى عليه ، ونالت قريش منهفاشتد به الأمر ورماه بعض سفهائهم بقاذورات ألقاها عليه وهو فى طريقه إلى بيته ,ورمى آخر التراب على راسه فرجع إلى بيته وقامت فاطمه وجعلت تغسل التراب وهى تبكىفكان يقول لها : ( لا تبكى يا بنية فإن الله مانع أباك ) وتعلقتبه كفار قريش مرة يتجاذبونه ويقولون له أنت الذى تريد أن تجعل الآلهة إلها واحدا ؟وكان النبى ( صلىالله عليه وسلم ) يقول : ( والله ما نالت منى قريش شيئاً أكرهه حتى ماتأبو طالب )
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الجمعة 3 ديسمبر 2010 - 12:58 | |
| خروجه ( صلى الله عليه وسلم ) إلى الطائف
ولمازاد سفه قريش واشتد به الاذى ، وذهب إلى الطائف " تبعد عن مكه حوالى سبعينميلا شرقى مكه وهى مشهوره بجودة مناخها وكثرة الفواكه بها " بعد موت عمهبأسبوعين تقريباً ، لعله يجد من ثقيف " قبيله معروفه كانت تقيم بالطائف وهىأ‘ظم قبيله فى العرب بعد قريش " من ينصره ويؤمن بدعوته ، ولكنه لم يلق منها إلاالإعراض والإهانه ، ولم يجبه إلى دعوته أحد ، بل أغروا به عبيدهم وسفهاءهم يسبونهويصيحون وراءه ، ويقذفونه بالحجاره حتى ابتعد عن الطائف ، فلجأ إلى حديقه " لعتبه بن ربيع ، وشيبه بن ربيع "فاحتمى بها وجلس فى ظل شجرة من ( عنب ) ثم رفع عليه السلامرأسه إلى السماء وقال :
" اللهم إليك اشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانىعلى الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربى ، إلى من تكلنى ، غلىبعيد يتجهمنى ( تجهم له : استقبله بوجه كريه ) أو إلى عدو ملكته أمرى ؟ إن لم يكن بك غضبعلى فلا أبالى ، ولكن عافيتك هى اوسع لى أعوذ بنور وجهك من أن تنزل بى غضبك أو يحلعلى سخطك ، لك العتبى ( الرضا ) حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك "
موقف عتبه وشيبه ابنى ربيعه من النبى ( صلى الله عليه وسلم )
فلمارأى ابنا ربيعه محمد وقد أخذ منه التعب ونال منه الجهدتحركت فيهما نخوة الكرم ، فأرسلا إليهما عبدهما المسيحى ( عداسا )بقطف من عنب فلما مد الرسول يده إليه قال : " بسم الله "ثم أكل ، فنظر عداس ‘لى وجهه ثم قال : ( إن هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلاد )وأخذا يتحدثان ثمسأله الرسول ( صلىالله عليه وسلم ) عن دينه وبلده فقال :نصرانى نينوى "بلده على شاطئ دجلة بالقرب من مدينة الموصل " قال: أمن قرية الرجل الصالح ( يونس بن متى ) ؟ فقال له عداس :وما يدريك ما يونس بنمتى ؟ قال( صلى اللهعليه وسلم ) : ذاك أخى ، أنا نبى وهو نبى فأكبعداس على محمديقبل رأسه ويديه وقدميه ولما رجع عداس إلى ابنى ربيعه قالا له :ويلك يا عداس ، مالك تقبل راس هذا الرجل قال :يا سيدى ما فى الأرض من هو خير من هذا الرجل
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية السبت 4 ديسمبر 2010 - 20:16 | |
| عودة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى مكة ومنحديقة ( عتبةوشيبة ) اتجه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )نحو مكة فلما وصلها وجد قومه أشد مما كانوا عليه من الخلاف والعناد ، فلم يستطيعدخولها إلا فى حماية ( المطعم بن عدى ) الذى تسلح هو وبنوه وتوجهوامع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إلى الكعبة ، فطاف بالبيت ،ثم انصرف إلى منزله فى حراسة المطعم واولاده عرض نفسه على القبائل لقىرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إرهاقاً شديدا من أهل مكةوثقيف فهم لم يسكتوا لحظة واحدة عن الوقوف فى سبيل الدعوة ، بل لم تهن عزائمهم فىالكيد له ، حتى أنه لم يستطع أن يدخل مكة بعد عودته من الطائف إلا فى حراسة المطعم بن عدى، لذلك نراه يتجه نحو طريق آخر لعله يصل إلى ما يريد من أداء الرسالة وحمايته منأهل مكة المشركين ، فأخذ يعرض نفسه فى موسم الحج على قبائل العرب ينتظرهم علىأبواب الطريق الموصلة إلى مكة ، ويذهب إليهم فى منازلهم ويسألعن القبائل قبيله قبيله فى أسواقهم يدعون إلى الحق وإلى الطريق المستقيم ، ويخيرهمأنه نبى مرسل ويطلب منهم أن يعينوه حتى يبلغ رسالة ربه ، فلا يجد إلا الساخروالمستمع مجرد الاستماع ، والمعجب بشخصيته وبدينه دون رغبة فى اتباعه ، ومن العجبأن عمه أبا لهب لم يتركه ولم يدع القبائل تسمع له بل كان يتبعه أينما ذهب ، ويحرضالناس على الاعراض عنه ، وكانت النتيجة أن قبيلة بنى حنيفة أهل مسيلمة الكذاب ردتعلى رسول الله رداً قبيحا ، أما بنو عامر فقد طلبوا منه إن هم آمنوا به أن يجعللهم امر الرياسة من بعده فلما قال لهم : ( إن الأمر لله يضعه حيث يشاء )انصرفوا عنه وأعرضوا كما أعرض غيرهم ثمعرض الاسلام على نفر من قبيلتى الأوس والخزرج سكان ( يثرب )كانوا يحجون فى ذلك الموسم لكنهم وإن لم يستجيبوا له إلا أنهم تحدثوا عن هذهالدعوة بعد عودتهم إلى يثرب فتهيأت لقبولها بعض النفوس السليمة . فلماكان موسم الحج من العام المقبل جاء وفد من الأوس والخزرجوبايعوا رسولالله ( صلى الله عليه وسلم ) عند مكة فىمنى يسمى ( العقبة) ثم جاء وفد اخر فى العام الذى يليهيتكون من ثلاثةوسبعين رجلا وامرأتين والتقوا مع الرسول ( صلى الله عليه وسلم )فى نفس المكان وبايعوا الرسول ( صلى الله عليه وسلم )على أن ينصروه ويؤازروه ويمنعوه مما يمنعون منه نسائهم وابناءهم وهذه هى بيعة العقبة الثانيةالتى كانت من أهم أسباب الهجرة النبوية المباركة صلى الله عليه وسلم | |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأحد 5 ديسمبر 2010 - 16:15 | |
| الهجرة وأسبابها هجرة المسلمين إلى المدينة لمارجع الاوسوالخزرج من مكة إلى المدينة بعد المدينة بعدالبعثة الثانية أشرقت المدينة بنور الحق وانتشرت فيها مبادئ الإسلام وأصبحت مكاناًمناسباً طيباً يأمن فيه المسلمون على انفسهم من أذى المعتدين وطغيان الظالمين ،أما مكةفقد اشتد فيها الأذى بالمسلمين والتضييق عليهم حتى أصبح عيشهم فيها جحيما لا يطاق، ومن اجل ذلك أمر الرسول ( صلى الله عليه وسلم )أصحابه بالهجرة إلى المدينة ، فصاروا يتسللون ويخرجون من مكة فى ظلام الكتمانوالخفاء يحذرون قريشاً ويخشون خطرها ويرجون ألا تحول بينهم وبين الانتقال من هذاالوسط الخبيث وتلك البيئة الفاسدة إلى جو المدينة الطاهر الجميل وأولمن خرج أبو مسلمةالمخزومى زوج أم سلمة رضى الله عنهما، ثم تتابع المهاجرون بعد أبى سلمة فراراً بدينهم ليتمكنوا منعبادة اللهالذى امتزج حبه بنفوسهم ، ولم يبق بمكةمنهم إلا أبوبكر وعلى وقليلوم من المستضعفين الذين لمتمكنهم أحوالهم من الهجرة وقدكان بقاء أبىبكر وعلىّ بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، ذلك أن أبابكر أراد الهجرة فقال لهالرسول ( صلىالله عليه وسلم ) : على رسلك فإنى أرجو أنيأذن لى فقال أبو بكر :وهل ترجو ذلك يا رسول الله بأبى انت ؟ قال: نعم فحبسأبو بكرنفسه انتظاراً لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم )ليكون فى شرف صحبته وجهز راحلتين عنده استعداداً لذلك اليوم الموعود ولاشك ان هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة كانت مبعث سعادة نفسيةكبرى لهم ، لأنهم تنفسوا الصعداء وشعروا بالحرية التى لم يكونوا يالفونها ، وأخذواينشرون دين الله فى جو طليق بعيد عن الضغط والإرهاق والظلم والعدوان كماكانت ضربة قاضية على المشركين فى مكة إذ خاب أملهم وأفلت المسلمون من قبضتهموأصبحوا يتوقعون خطراً لا ريب فيه
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأحد 5 ديسمبر 2010 - 16:16 | |
| الهجرة النبوية تآمر قريش على الرسول فى دار الندوة كانتدار قصى بن كلاب " قصى بن كلاب : هو الجد الرابعللرسول ( صلىالله عليه وسلم ) "هى ندوة قريش يجتمعون فيها للنظر فيما يعنيهم من الأمور وما يصادفهم من المشكلات ،ولا شك أن أمر النبى محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم )قد أصبح شغلهم الشاغل ومشكلتهم الكبرى ، وعلى الأخص بعد ما تم من بيعتى العقية وظهورالإسلام فى المدينة ومنأجل ذلك فإن قريشا قد اجتمعوا بدار الندوة ليتشاورا فيما يصنعون بمحمد بن عبد اللهبعد أن عظم أمره واشتد خطره قال قائل منهم :نخرجه من أرضنا ، وننفيه إلى مكة بعيد كى نستريح منه ، فرفضهذا الرأى لأنهم قالوا: إذاخرج إلى مكان أخر اجتمعت حوله الجموع لما يرونه من حلاوة منطقه وعذوبة لفظه وقال اخر :نوثقه " أى نقيده " ونحبسه حتى يدركه ما أدرك الشعراء قبله من الموت ، فرفضهذا الرأى كذلك ، لأنهم قالوا : لئنحبستموه كما تقولون ليظهرن أمره وليبلغن أصحابه وليوشك هؤلاء أن يثبوا عليكم" اى ان يهجموا عليكم " ليخلصوا محمد من أيديكم ثم يكاثروكم به حتىيغلبوكم على أمركم وأخيراً قال أبو جهل عمرو بن هشام: والله إن لى فيه رأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد قالوا :وما هو يا أبا الحكم ؟ قالأرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً جلداً نسيباً وسيطاً فينا ، ثم نعطى كل واحدمنهم سيفاً صارماً ، ثم يعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه ،فإنهم إن فعلوا ذلك تفرق ده فى القبائل جميعا فلا تقدر بنو هاشم على أخذ ثأرهويرضون بالدين فنعطيها لهم وقدوقع هذا الرأى فى نفوسهم موقع الرضا والقبول فوافقوا عليه وتهيئوا للإسراع فىتنفيذه وهذاهو مكرهم ، ولكن الله الذى يكتب ما يبيتون ويعلم ما يفعلون لم يتخل عن رسوله ،فأوحى إليه بما دبره له الأعداء فى ندوتهم ، وأمره بالهجرة من مكة إلى المدينة " ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كرهالكافرون " سورة التوبه أيه 32 " وإذ يمكرون الذين كفروا ليثبتوك أويقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " ليثبتوك : يقيدوك او يحبسوك سورة الانفال أيه 30
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأحد 5 ديسمبر 2010 - 16:18 | |
| كيف تمت هجرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ عنعائشة أمالمؤمنين رضى الله عنها قالت: " كان لا يخطئ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )أن يأتى أبىبكر أحد طرفى النهار إما بكرة وإما عشيةحتى إذا كان اليوم الذى أذن الله فيه لرسوله ( صلى الله عليه وسلم )فى الهجرة والخروج من مكة من بين طهرانى قومه أتانا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )بالهاجرة "أى وقت شدة الحر بين الظهر والعصر "فى ساعة كان لا يأتى فيها ، قالت: فلما رآه ابوبكر قال: ما جاء رسولالله ( صلى الله عليه وسلم ) فى هذهالساعة إلا لأمر حدث قالت: فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )وليس عند ابى بكر إلا أنا وأختى أسماء بنت أبى بكر فقالرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : أخرج عنى من عندك ، قال: يا رسول اللهإنما هما ابنتاى ، وما ذاك فداك أبى وامى ؟ قال: إن الله أذن لى فى الخروج والهجرة قالت: قال أبو بكر: الصحبة يا رسولالله قالالصحبة قالت: فواللهما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن احد يبكى من الفرح حتى رايت أبا بكريومئذ يبكى " وقدبكى أبو بكر رضىالله عنهمن فرط السرور ، لأنه أدرك مدى النعمة التى مَنَّ الله بها عليه إذ شرفه بصحبة الرسول ( صلى الله عليه وسلم )فى هذا الوقت العصيب ، وفى تلك الرحلة الخالدة التى ستكون حداً فاصلاً بين الحقوالباطل وسيتقرر بها مصير الإسلام والمسلمين وكانأبو بكرقد جهز راحلتين له وللرسول ( صلى الله عليه وسلم )ثم أستاجر دليلاً خبيراً بطرق الصحراء ، اسمه عبد الله بن أريقط، وعلى الرغم من ان هذا الرجل كان كافراً إلا أنهما وثقا فى امانته ولإخلاصهفوعداه غار ثور" هو غار من ا‘لى جبل ثور بأسفل مكة "بعد ثلاث ليال وكانتاليلة التى خرج فيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )من مكةفى العشرالأواخر من شهر صفر ، وفى السنة الثالثة عشر من البعثة النبوية وكانالمشركين قد تربصوا للرسول ( صلى الله عليه وسلم )فى تلك الليلة واحاطوا بداره لكى ينفذوا مؤامرتهم الغادرة وقدأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على بن أبى طالب رضى الله عنه أن يبيت فىمكانه ، وسجَّاه " أى غطاء "ببردته ، فكان المشركون إذا نظروا من ثقب الباب وجدوا شيحا نائما وعليه بردةالرسول فيعتقدون أنه محمد فيطمئنون ثم خرج النبى محمد – صلوات الله عليه وسلامهعليه – على المشركين وهو يقرأ قوله تعالى : "وجعلنا من بين ايديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون " أيه9 من سورة يس فألقىالله النوم عليهم فلم يره أحد منهم ، ثم تقابل الرسول مع أبى بكر وسارا حتى بلغاغار ثور فاختبأ فيه ثلاث ليال حتى ينقطع الطلب عنهما وتيأس قريش من مطاردتهما
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأحد 5 ديسمبر 2010 - 16:20 | |
| فى غــــار ثــور وصلرسول الله (صلى اله عليه وسلم ) إلى غار ثورومعه صاحبه الوفى الأمين أبو بكر الصديق رضى الله عنه وقد سبق ابو بكررسول الله (صى الله عليه وسلم ) إلى داخل لغار ليستبرئه " أى ليتبره "لما اطمان إلى سلامته من الهوام الحشرات نادى الرسول ( صلى الله عليه وسلم )الدخول ومكثا فى ذلك الغار الموحش ثلاث ليال وكانعبد الله بن ابى بكرقد عرف من أبيه حين الجرة من مكة أنه سيلجأ مع النبىإلى غار ثور فكانإذا الليل إلى الغار فيقص على رسول الله وعلى أبيه ما رآه من مشركىقريش وما سمع من بيرهم ثم أتى عامر ن فهيرة مولى أبى بكرباغنامه فينال الرسولوأبو بكر منألبانها ولحومها ما يشاءان ثم يعود عبد الله بن أبى بكرويعود عامربالقطيع وراءه ليعفى " أى ليغط على أثره حتى لا يُعرف " على أثه ويعود اللاجئان إلى عزلتهمايؤنسهما الإيمانوتحيط بهما عناية الرحمن مطاردة المشركين للرسول ( صلى الله عليه وسلم) وقدفزع مشركو قريش لهجرة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )وخروجه من مكةأشد الفزع ، فطاردوه فى كل مكان ، وقعدوا له كل مرصد ، وتتبعوا آثار صاحبه حتىانتهى بهم المطاف إلى مقربة من غار ثوروقد ساورهم الشك فى أن يكون محمد وصاحبه قد لجآ إلى ذلك الغار ،فأخذوا يتشاورون فيما بينهم ويتساءلون ، وكان على مقربة من الغاز راع ، فلما رآهالمشركون سألوه : هلرأيت محمدا وأبابكر ؟ وهل تعرف أين ذهبا ؟ واجاب الراعى: قد يكونا بالغار ، وإن لم أر احداً أمَّه " قصده " وسمعالرسول ( صلىالله عليه وسلم ) وأبو بكرهذا الحديث وسمعا وقع أقدام المشركون وهم يتقدمون نحو الغار ، فاستولى الخوفالشديد على أبىبكر الصديق حتى تصبب عرقاً وقال يا رسول الله: لو نظرأحدهم إلى موقع قدمه لرآنا ولكنالرسولكان يطمئنه ويقول له : ( يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، ياأبا بكر لا تحزن إن الله معنا ) ثمتقدم واحد منهم نحو الغار ودارحوله وامعن النظر فيه فلم يابث أن عاد ادراجه وساله أصحابه : ماذارأيت بالغار ؟ فقال :إن عليه العنكبوت من قبل ميلاد محمد ، فاعتقدالمشركون أن الغار مهجور ورجعوا خائبين وهكذاتتجلى عناية الله ورعايته للرسول فى كل خطوة من خطواته وفى ذلك يقول الله عز وجل : " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجهالذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنافأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمةالله هى العليا والله عزيز حكيم " أيه 40 من سورة التوبة
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الأحد 5 ديسمبر 2010 - 16:22 | |
| فى الطريق إلى المدينة
وخرج الرسول ( صلىالله عليه وسلم ) وصاحبه من الغار بعد ثلاثة أيام وكان الدليل عبدالله ابن أريقظفى انتظارهم ، فسار بهما من طريق غير مألوف حتى يضلل الأعداء ، ومر على أمكنة يصعبفيها السير ، ولكنه اجتازها لبعدها عن الطريق المعروف فمَّر بعسفان، وسميت عسفان لتعسف السير فيها ، ومَّر بالعرجوهو مكان ينعرج فيه الطريق ، وهكذا حتى وصل إلى قباء بعد رحلة فى صحراء الجزيرة العربية استمرت اثنى عشر يوما لقيا خلالها من عناء السفر ووحشة الطريق ما ينوء بالأبطال " فما وهنوا لما أصابهم فى سبيل الله ومااستكانوا " سورة آل عمران أيه 146
وقدأقام الرسول ( صلى الله عليه وسلم )أربعة أيام فى قباء وفيها أسس مسجدها المبارك الذى وصفه الله عز وجلبقوله " لمسجد أُسس على التقوى من أول يوم أحقأن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين " سورة التوبه أيه 108
ثمغادر رسول الله (صلى الله عليه وسلم )قبـاء واتجه إلى حيث كان الأوس والخزرج وهم الأنصار يحيطون به عنيمين ويسار ، وقد تقلدوا سيوفهم وامتلأت نفوسهم بالبشر والسرور ، فكانت لحظاتخالدة فى تاريخ المدينة وكانيوما عظيما فى تاريخ الإسلام ، وخرج النساء والصبيان فى جو من النشوة والفرحيرددون فيه هذا النشيد الجميل: طلع البدر علينا .... من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع
***************
ثمسار فى المدينة فى موكب من النور ، وكلما مر الرسول ( صلى الله عليه وسلم )على دار من دور الأنصار دعاه أهلها للنزول عندهم وأخذوا بزمام ناقته ، فيقول لهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم )"دعوها فإنهامأمورة"ولم تزل سائرة حتى بركت فى محلة " مكان " من محلات أخواله بنى النجارأمام دار ابى أيوب الأنصارى فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )" ههنا المنزلإن شاء الله " " رب أنزلنى منزلا مباركا وأنت خيرالمنزلين " سورة المؤمنين أيه 29
فاحتمل أبو أيوبرحله فوضعه فى منزله وخرجت ولائد من بنى النجار يقلن :
نحن جوار من بنى النجار ... يا حبذا محمد من جار
فقال عليه السلام : " أتحبننى ؟ فقلن نعم، فقال ك الله يعلم أن قلبى يحبكن "
واختارعليه السلام النزول فى الدور الأسفل من بيت أبى أيوب ليكون أريح لزائريه ، ولكن أبا أيوب رضى الله عنه كره ذلك وأبى إلا ينزل الرسول فى الطابق الأعلى إكراما وإعزازاًلشأنه وكانالأنصار يتسابقون فى إكرام الرسول ( صلى الله عليه وسلم )فما من ليله إلا وعلى بابه الثلاث أو الأربع من جفان " الجفنه : القصعه الكبيره "الثريد يأكل منها عليه السلام هو وأضيافه من الأنصار والمهاجرين
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 17:09 | |
| تأسيس المسجد بالمدينة
شرع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) منذ وصل إلى المدينة فىبناء مسجده فى المكان الذى بركت فيه ناقته ، وكان هذا المكان مربدا " الربد : هو البيدر " للتمر مملوكا لغلامين وطلب إليهما المربد ليتخذه مسجدا وتحدث معهما فى شرائه ، فقالا: بل نهبه له يا رسول الله فابى عليه السلام أن يقبله منهما هبة ولكنه ابتاعه " اى أشتراه "منهما وكان فيه قبور المشركين وبعض حفر ونخل ، فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالقبورفنبشت ، وبالحفر فسويت ، وبالنخل فقطع ثم أمر بالبناء وكانبناؤه باللبن "اللبن : وهو الطوب الأخضر " وكن عضادتى " أى جانبى الباب "كانتا من الحجارة ، وكان سقفه من الجريد واعمدته من جذوع النخل ، ولا يزيد ارتفاعهعن القامه إلا قليل وقد اشترك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )مع أصحابه فى حمل اللبنات والأحجار على كواهلهم ، وكانوا يروحون على انفسهم عناءالحمل والنقل فيرددون هذا الغناء
اللهم لا عيش إلا عيش الأخرة ................. فارحم الأنصار والمهاجرة
وقدضاعف من حماس الصحابة فى العمل أنهم راوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعمل بنفسه كواحد منهم ويكره أن يتميز عليهم فارتجز بعضهم هذا البيت :
لئن قعدنا والرسول يعمل ............... لذاك منا العمل المضلل
وهكذاتم بناء المسجد فى جو يملؤه الايمان وتشيع فيه الأخوة والمساواة وكان بناء متواضعا بسيطاً لأنالإسلام لا يعبأ بالمظاهر الكاذبة
الحكمة فى أن بناء المسجد كان اول عمل للرسولفى المدينة
وكانهذا العمل الجليل وهو بناء المسجد أول اعمال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بالمدينة ، وذلك أن المسجد هو مكان الصله بين العبد وربه ، وصله العبد بربه هى أهم المقاثد وأسمى الغايات ، وهى الأساس السليم الذى تقوم عليه العلاقة بين الأفراد والجماعات ، وكذلك لم يكن المسجد موطناً للعبادة فحسب ولكنه كان محمة للقضاء بما أنزل الله ، ونُزُلاًلإستقبال القبائل ووفود العرب ، والتشاور فى مهام الأمور
والاحاديثالوارده فى فضل المسجد النبوى كثيرة ، فقد ثبت فى الصحيحين عن أبى هريرة رضى اللهعنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قــال : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:مسجدى هذا،والمسجدالحرام،ومسجد بيت المقدس ) وجاء فى الصحيحين أيضاً أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )قــال : ( صلاةفى مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )
وثبت كذلك فى الصحيحين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )قـال : ( ما بين بيتىومنبرى روضة من رياض الجنة ومنبرى على حوضى )ثم بنى بجانب المسجد حجرتين إحداهما لسودة بنت زمعة ، والأخرى لعائشةبنت أبى بكر ولم يكن عليه السلام متزوج غيرهماإذ ذاك
وكانت الحجرتان متجاورتين وملاصقتين للمسجد على شكل بنائه ، ثم صارت الحجرات تنبى كلماتزوج الرسول على عدد زوجاته " ذكرأبو القاسم السهيلى فى كتابه الروض الأنف ، أن بيوت الرسول – صلى الله عليه وسلم –كانت تسعا بعضها من جريد مطلى بالطين وسقفها جريد ، وبعضها من حجارة موضوعة بعضهافوق بعض ومسقفة بالجريد أيضاً وكانت حجرته عليه السلام أكسية من شعر مربوطة فى خشبعرعر ، ولما توفى جميع زوجات الرسول – صلى الله عليه وسلم – خلطت البيوت والحجراتبالمسجد وذلك فى عهد عبد الملك بن مروان ، فلما ورد كتابه بذلك ضج أهل المدينةبالبكاء كيوم وفاته عليه الصلاة والسلام "
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 17:13 | |
| المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
كانموقف الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) واصحابه والمهاجرين بعد أنتركوا وطنهم وخرجوا من ديارهم وأموالهم موقفاً دقيقاً يتطلب الإخلاص والتضامنويقضى أن يسود بينهم وبين إخوانهم الأنصار
وكان الأنصاروهو الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر غلأيهم ولا يجدون فىصدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " الخصاصة : الفقر " ولاغرو فقد شعروا بحاجة إخوانهم المهاجرين وقدروا ظروفهم العصيبة فآووهم ونصروهموضربوا فى الإخلاص لهم والتفانى فى خدمتهم أروع الأمثال ، حتى لقد وصفهم الله عز وجلبذلك الوصف الرائع حيث يقول :
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"
أى يفضلون إخوانهم المهاجرين على انفسهم مهما كان فقرهم ومهما اشتدت حاجتهم
وكانت سياسة الرسول ( صلىالله عليه وسلم ) فى هذه الظروف القاسيةسياسة القائد المحنك الرشيد ، فقد عمل على تنظيم صفوف المسلمين وتوكيد وحدتهم فربطبينهم برباط متين ، وذلك أنه عقد تلك الأخوة النادرة المثال بين النصار والمهاجرين، وجعل لها من الحقوق والواجبات ما لخوة النسب " كان يترتب على هذه الأخوة ان يتورثالخوان كالنسب إلى أن نزلت أية ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ) فاقتصر التوارثعلى الخوة من النسب " فكان أبو بكر الصديق أخاً لخارجة بنزهير ( الأنصارى) ، وكان عمر بنالخطاب أخاً لعتبان بن مالك( الأنصارى) ، وكان أبو عبيدة بن الجراح أخاً لسعد بن معاذ( الأنصارى) ، وكان عبدالرحمنبن عوف اخاً لسعد بنالربيع ( الأنصارى) ، وكان عثمان بن عفان اخاً لوس بن ثابت (الأنصارى)................. وهكذاأصبح المهاجرين والنصار بنعمة الله اخوانا
وقدأظهر الأنصارمن الكرم والتسامح مع إخوانهم المهاجرين ما خفف عنهم الآم الغربة وعوضهم عن فراقالأهل والعشيرة ، حتى ليروى أن سعد بن الربيعالأنصارى عرض على ( أخيه) عبد الرحمنبن عوف وكان لا يملك بيثرب شيئا - أن يشاطرهماله " أى قاسمه مناصفة " - ، فأبى عبد الرحمن وطلب إليه أن يدله على السوق ، وبدأ يبيع الزبد والجبن فى سوق المدينة فنما ماله واتسعت ثروته وأصبح له قوافل تجارية عظيمة ، وصنع غير عبد الرحمن من المهاجرين الذين لهم خبرة بالتجارة كما صنع عبد الرحمن فيسر الله عليهم وبارك لهم
اما المهاجرين الذين لم تكن لهم دراية بالتجارة فقد عملوا فى أراضى الأنصار ، واشتغلوا بالزراعة بطريق المزارعة مع ملاك الأرض وكانوا يلقون كثيراً من الشدة والتعبفى حياتهم ولكن يابون ان يكونوا كلا وعالة " الكلا : الثقل والعالة بهذا المعنىأيضاً " على إخوانهم الأنصار مهما كلفهم ذلكمن جهد وآلام.
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 17:22 | |
| المعاهدات بين الرسول واليهود كانت المؤاخاة التى عقدها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بين المهاجرين والأنصار فى المدينة أساساً لتقوية المسلمين وتوكيد وحدتهم وألفتهم ، وضمانا لحياة كريمة صافية وعيشة راضية وكان اليهود يقيمون بجوار المسلمين فى المدينةوهم يهود بنى قينقاع وبنى النضير وبنى قريظة " كان يهود بنى قينقاع يقيمون فى المدينة ، وكان يهود بنى النضير ويهود ينى قريظة على مقربة منهم "وكان هؤلاء اليهود أعداء للأوس والخزرج ( الأنصار) ، قبل أن يدخلوا الإسلام ، فلما دخلوا فى الإسلام قوى أمرهم بمجئ إخوانهمالمهاجرين إليهم وازدادت عداوتهم وحقدهم عليهم قالت تعالى : " لتجدن أشد الناسعداوة للذين ءامنوا اليهود والذين أشركوا " سورة المائدة أية 82 فكان من سياسة الرسول( صلى الله عليه وسلم ) وحُسن تدبيره أن يبدأ هؤلاءاليهود بالمودة ويبسط لهم يد الأخوة ، ويتفق معهم على التضامن والتعاون حتى تكونالمدينة كلها صفا واحدا وقوة واحدة ، وحتى لا يطمع فى المدينة طامع وينال منها عدو وقد كتب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) معاهدة بين فيها حقوق المسلمين وواجباتهم وحقوق اليهود وواجباتهم ، وكان أساس هذهالمعاهدة الأخوة فى السلم ، والدفاع عن المدينة وقت الحرب ، والتعاون التام بينالفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما ، وقد جاء فى هذه المعاهدة : ( أن اليهود أمة معالمؤمنين ، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ، ومن ظلم أو اثم منهم فإنه لا يوقع ( يهلك ) إلا نفسه واهل بيته ، وان على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وان بينهم النصر على من حارب هذه الصحيفة " أهل هذه الصحيفة :أى اصحاب هذه المعاهدة وهم المسلمين واليهود " وأن بينهم النصحوالنصيحة والبَّر دون الإثم ، وأنما كان من اهل هذه الصحيفة من حدث او اشتجار يخاف فساده ، فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله وأنبينهم النصر على من دهم يثرب ، وانمن خرج آمن ، ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أثم ، وأن الله جار لمن بَّر واتقى وقد كتب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )بعد هذه المعاهدة خاصة مع اليهود تتجه إلى هذه الأهداف وتدور حول تلك الأغراض وقددلت هذه المعاهدات الجليلة على سمو تفكير الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وحُسن سياسته فهى تقرر : حرية العقيدة وحرية الرأى وحرمة المدينة ؛ وتجريمالجرائم وتحارب الظلم والإثم ، وقد وضعها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منذ قرابة أربعة عشر قرناً من الزمان ، ولكنها لا تزال إلى هذا العصر الذى نعيشفيه نبراسا يهتدى به الساسة والقادة إذا اضطربت الأمور واظلمت السبل ولا شك أن هذه المعاهدات الخالدة كانت ذات أثر كبير فىتقوية عزائم السملمين وحفظ المدينة من مطامع المشركين المعتدين ، ولولا أن اليهود غدروا وخانوا ، ونقضوا المعاهدات والمواثيق ، وبدأوا العدوان على المسلمين لما وقف رسول الله والمسلمين منهم موقف العداء ، ولظلت المدينة يغمرها الوئام والصفاء ولكن اليهود غدروا وخانوا وبدأوا بالعدوان فردَّ الرسول والمسلمين على إساءاتهم وظلمتهم بما جعلهم عبرة أمام القرون والجيالا ، وما ظلمهم الله ولكن كانوا لأنفسهم ظالمين.
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 17:28 | |
| مشروعية القتـال فى مستهل القرن السابع الميلادى ظهر الإسلام فى شبه الجزيرة العربية فأشرق على العالم بمبادئه الفاضله الى تدعو إلى الخير وتهدى للتى هى أقوم والتى تنظم العلاقة بين الفرادوالجماعات وبين الأمم والشعوب ، والتى تصف مشاكل المجتمع وأدواءه ثم تقدم فى يسروسهولة أنجح الدواء لهذه المشاكل والأدواء وكان العالم فى هذا الوقت يموج بالفتن ، وتسود فيه نزعات خبيثة تمكن للشر والفساد ، وتحل باطلة قوامها الزور والبهتان ، والظلم والطغيان ،ولم يكن العرب حينئذ أقرب إلى الخير من غيرهم ، بل سادت فيهم العادات الضارةالهدامة ، ومالوا عن دين إبراهيم الحنيف إلى عبادة الأصنام والأوثان ، فكان من الطبيعى أن تصطدم مبادئ الإسلام بتلك العقائد المائلة والعادات الباطلة ، من اجل ذلك فزعت القبائل العربية كل الفزع ، واخذت تحارب الدعوة الإسلامية وتقاومها بكل الوسائل فقعدت لها كل مرصد وشهرت فى وجهها كل سلاح وفى وسط هذه المحنة المظلمة ، كان الرسول الكريم يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويقابل هذا العنف والطغيان بالرضا والإيمان والصبر الجميل ، حتى كان يأتى له المسلمون وهم جرحى ومصابون يشكون إليه ما أصابهم فيقول : ( اصبروا فإنى لم أومربقتال ) وهكذا توالت البلايا والمحن على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعلى المسلمين ، حتى كانت المؤامرة الكبرى واراد المشركين قتل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأوحى الله عليه بالهجرة من مكة إلى المدينة ، فخرج من مكة آسفاً حزيناً لأنها وطنه واحب بلادالله إليه ، واحب بلاد الله إلى الله، وأخرج المسلمين كذلك من مكة وهى وطنهم وتركوا ديارهم وأموالهم بغير حق إلا انيقولوا ربنا الله ومن اجل ذلك شرع القتال فى الإسلام ، وأذن الله للمسلمين بالجهاد فى سبيله ردا لما لحقهم من ظلم وما أصابهم من شر فكانت غزة بدر وهى التى نزل فيها قولهتعالى : " أُذن للذين يُقاتلون بانهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخرجوا من ديارهم بغيرحق إلا أن يقولون ربُنا الله " سورة الحج الأيتان 39 ،40 يعنى أذن الله للمسلمين الذين يقاتلون – أى يقاتلوهم الكفار – أذن لهم فىالقتال بسبب أنهم ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق ثم أمر الله المسلمين بالقتال إذ هوجموا من عدوهم فقال تعالى : " وقاتلوا فى سبيل الله الذين يُقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المُعتدين " سورة البقرة أية 190 ثم أمروا بالقتال لتأمين الدعوة وإظهار قوة المسلمين حتى يدخل الناس فى دين الله دون خوف من اضطهاد أو فتنة ، وحتىيطمئن الضعفاء من المسلمين على أنفسهم واموالهم " وقاتلوهم حتى لاتكون فتنةٌ ويكونَ الدينُ كُلُهُ لله " سورة الانفال أية 39 ولما اجتمع الأحزاب والمشركون كافة على قتال المسلمين أذن الله للمسلمين بقتال المشركين كافة فنزل قوله تعالى : " وقاتلوا المشركينكافة كما يُقاتلونكم كافة " سورة التوبة أيه 36
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
مشموشى مشرفة قسم السنة النبوية الشريفة
العمل/الترفيه : رقم العضوية : 318 تاريخ التسجيل : 12/04/2010 عدد المساهمات : 2798
| موضوع: رد: السيرة النبوية الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 17:34 | |
| غزوات النبى ( صلى الله عليه وسلم ) كان المهاجرون من المسلمين يحنون دائماً إلى مكة ،ويتطلعون إلى قريش التى فرقت بينهم وبين اهلهم وأخرجتهم من ديارهم وأموالهم بغيرحق ، فتثور نفوسهم ألما لهذا الحق المسلوب والكرامة المضيعة ، ويودون أن تتهيأ لهم الفرصة ليغسلوا عن انفسهم ما علق بهم من عار وصغار وفى هذه الفترة كانت الأوضاع قد استقرت فى المدينة على أساس الأخوة والتعاون ... فالأنصار من الأوس والخزرج يحبون منهاجر غليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة والمهاجرون يعيشون فى ظل وارف من إخلاص الأنصار فيعوضهم ذلك عن الكثير مما فقدوه ... والمسلمون جميعاً يشعرون بالقوة بعد المعاهدات التى تمت بينهم وبين اليهود : وهى تلك التى تقوم على الأخوة فى السلم والدفاع عن المدينة فى الحرب والتضامن التام بين الفريقين إذا نزلت شدة باحدهما او كليهما ومن اجل ذلك بدأ المسلمون – وقد شعروا بالقوة – يفكرون فىرد الظلم الذى أصابهم والعدوان الذى وقع عليهم ، فجاء العدل الإلهى الذى استبشر بهالمسلمون ونزل قوله تعالى : " أُذن للذين يُقاتلون بانهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أُخرجوا من ديارهم بغيرحق إلا أن يقولوا ربُنا الله ) سورة الحج 39 ،40 فكان ذلك أمر من الله لرسوله بالقتال ، وبدأت غزوات النبى ( صلى الله عليه وسلم ) للكفار والمشركين وهى :
غزوة بدر الكبرى
جلاء بنى قينقاع
غزوة أحــد
جلاء بنى النضير
غزوة الخندق
غزوة بنى قريظة
صلح الحديبية
فتح خيبر
غزوة مؤتة
فتح مكة
غزوة حُنين
غزوة تبوك
وبعد هذه الرحله الطويله من تبليغ الرساله ومن غزوات النبى ( صلى الله عليه وسلم )فقد من الله تبارك وتعالى على نبيه بأن يتم الرساله ويختمها بفضل من الله اللهونعمه بالحج
فكانت حجة الوداع سنة10هـ ، سنة 632 م وجميع غزوات النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وحجة الوداع سنتناولها بالتفصيل كلٌ منها فى موضوعات خاص بهما لاحقاً إن شاء الله تعالى
صلى الله عليه وسلم
| |
|
| |
| السيرة النبوية | |
|